بدجريقة: الفرق بين النسختين
[مراجعة غير مفحوصة] | [نسخة منشورة] |
ط عنوان الصفحة وسوم: مُسترجَع تحرير مرئي تحرير من المحمول تعديل ويب محمول |
عبد الجليل 09 (نقاش | مساهمات) تحديث مرجع وسوم: تحرير مرئي تحرير من المحمول تعديل ويب محمول تعديل المحمول المتقدم |
||
(37 مراجعة متوسطة بواسطة 13 مستخدماً غير معروضة) | |||
سطر 1: | سطر 1: | ||
{{عن|ببغاوات الدرّة المعروفة أيضًا باسم البُدجَريقَة وخطأً باسم طيور الحب|عناوين مشابهة|عصفور البادجي (توضيح)|هنا}} |
|||
{{صندوق معلومات كائن |
{{صندوق معلومات كائن |
||
| الاسم = |
| الاسم = البُدجَريقَة |
||
| الصورة = Melopsittacus undulatus -Fort Worth Zoo-8a-4c.jpg |
| الصورة = Melopsittacus undulatus -Fort Worth Zoo-8a-4c.jpg |
||
| عرض الصورة = 240px |
| عرض الصورة = 240px |
||
|المجال الزمني الأحفوري={{الجدول الزمني للمستحاثات|5|latest=0|0}}{{سج}}'''([[العصر الباليوسيني|العصر الحديث الأسبق]] - العصر الحالي) |
| المجال الزمني الأحفوري = {{الجدول الزمني للمستحاثات|5|latest=0|0}}{{سج}}'''([[العصر الباليوسيني|العصر الحديث الأسبق]] - العصر الحالي) |
||
|حالة الحفظ = غم |
| حالة الحفظ = غم |
||
|النطاق = [[حقيقيات النوى]] |
| النطاق = [[حقيقيات النوى]] |
||
|المملكة = [[حيوان|الحيوانات]] |
| المملكة = [[حيوان|الحيوانات]] |
||
|الشعبة = [[حبليات|الحبليات]] |
| الشعبة = [[حبليات|الحبليات]] |
||
|الطائفة = [[طائر|الطيور]] |
| الطائفة = [[طائر|الطيور]] |
||
| |
| الرتبة = [[ببغاء|الببغائيات]] |
||
| الفصيلة = [[ببغائية|الببغائية]] |
|||
|الجنس = |
| الجنس = '''الببغاوات الرخيمة''' |
||
|النوع = |
| النوع = '''المتموّج''' |
||
|الاسم العلمي = Melopsittacus undulatus |
|||
| |
| الاسم العلمي = Melopsittacus undulatus |
||
| |
| واضع الاسم = جورج شو |
||
| عام وضع الاسم = 1805 |
|||
|خريطة الانتشار = Budgerigar map.png |
|||
| |
| خريطة الانتشار = Budgerigar_range_map.png |
||
| تعليق خريطة الانتشار = الموطن الطبيعي للبُدجَريقَة باللون الأخضر |
|||
}} |
}} |
||
''' |
'''البُدجَريقَة'''،<ref>{{استشهاد بويكي بيانات|Q126724695|الصفحة=169}}</ref> أو '''الطائر الطيّب'''،<ref name="المورد الحديث">{{استشهاد بويكي بيانات|Q112315598|صفحة=167}}</ref> أو '''الغَنُّوج'''<ref>{{استشهاد بويكي بيانات|Q113297966|صفحة=1174|ج=2}}</ref> أو '''البجرجار'''<ref>{{استشهاد بويكي بيانات|Q123682248|صفحة=17}}</ref> المعروفة لدى العامّة من [[عرب|العرب]] باسم '''طائر الحب''' أو '''عصفور الحب''' أو ''' عاشق ومعشوق'''، ولدى عامّة الغرب باسم '''الدُرَّة المنزلية المألوفة''' و'''دُرَّة الترس'''<small>{{للهامش|ملاحظة 1}}</small>، وأيضًا '''البادجي''' ([[اللغة الإنجليزية|بالإنكليزية]]: Budgie)، هي إحدى أنواع الببغاوات الصغيرة طويلة الذيل آكلة البذور، وهي المُمثل الوحيد لجنس الببغاوات الرخيمة {{لات|Melopsittacus}}، ولا توجد بحالة بريّة إلاّ في الأنحاء الأكثر قحطًا وجفافًا من [[أستراليا|إستراليا]]، حيث عاشت متحدية الجفاف والحياة الصعبة طيلة ما يقرب من خمسة ملايين سنة.<ref>{{استشهاد ويب |
||
| عنوان =Dr. Marshall's Philosophy on Breeding Exhibition Budgerigars |
| عنوان =Dr. Marshall's Philosophy on Breeding Exhibition Budgerigars |
||
| ناشر =Bird Health |
| ناشر =Bird Health |
||
| سنة =2004 |
| سنة =2004 |
||
| مسار =https://www.birdhealth.com.au/bird/budgie/article.html |
| مسار =https://www.birdhealth.com.au/bird/budgie/article.html |
||
| تاريخ الوصول = 2007-01-19| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20160821113237/http://www.birdhealth.com.au/bird/budgie/article.html | تاريخ أرشيف = 21 أغسطس 2016 | |
| تاريخ الوصول = 2007-01-19| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20160821113237/http://www.birdhealth.com.au/bird/budgie/article.html | تاريخ أرشيف = 21 أغسطس 2016 |حالة المسار=dead}}</ref> البريّ من هذه الطيور أخضر وأصفر اللون دائمًا، ويمتلك علامات سوداء صدفيّة الشكل على ظهره، وقفا العنق، والجناحين،<ref name="موسوعة الطيور المصورة">موسوعة الطيور المصوّرة: دليل نهائي إلى طيور العالم. المستشار العام: الدكتور كريستوفر پِرِنز. نقله إلى العربية: الدكتور عدنان يازجي. بالتعاون مع المجلس العالمي للحفاظ على الطيور. [[مكتبة لبنان ناشرون|مكتبة لبنان]] - [[بيروت]] ([[1997]]). صفحة: 169. ISBN 0-10-110015-9.</ref> غير أن التزويج الانتقائي في الأسر أدّى إلى نشوء أفراد مستأنسة زرقاء، وبيضاء، وصفراء، ورمادية، وأخرى ذات أعراف. البُدجَريقَة من طيور الزينة المُحببة في جميع أنحاء العالم، ويعود ذلك لحجمها الصغير، وسعرها القليل، ومقدرتها على تقليد صوت البشر، وطبيعتها المرحة. |
||
أكثر ما يُعرَف عن هذا الببغاء الصغير أنّه طائر أقفاص مُحبّ للعُزلة، ولكنّه في البريّة مُحبٌ للاجتماع، واسعُ التّنَقّل، كَثيرًا ما يَطُوف في أسراب ضَخمة، حُجومها تختلف باختِلاف مَؤُونة الطَّعام. ففي السنوات التي يكون خِلالها هُطُول الأمطار مُرتفعًا نسبيًا والطَّعام غزيرًا، تغدو |
أكثر ما يُعرَف عن هذا الببغاء الصغير أنّه طائر أقفاص مُحبّ للعُزلة، ولكنّه في البريّة مُحبٌ للاجتماع، واسعُ التّنَقّل، كَثيرًا ما يَطُوف في أسراب ضَخمة، حُجومها تختلف باختِلاف مَؤُونة الطَّعام. ففي السنوات التي يكون خِلالها هُطُول الأمطار مُرتفعًا نسبيًا والطَّعام غزيرًا، تغدو البُدجَريقَة إحدى أكثر الببغاوات الإسترالية عَدَدًا.<ref name="موسوعة الطيور المصورة"/> االبُدجَريقَات تَمتاز بِرَشاقتها وسُرعة طيرانها، ونادرًا ما تُلازم أسرابها مَكانًا واحدًا مُدّة طَويلة. تُعشِّش أزواجها في مُستعمرات، وقد يُنتج الزوج عِدّة فَقَسات في الموسم.<ref name="موسوعة الطيور المصورة"/> |
||
البدجريقات طيور شديدة الوثوق باللوريات و[[ببغاء التين|ببغاوات التين]]،<ref name=wright>{{استشهاد بدورية محكمة|الأخير=Wright|الأول=TF|سنة=2008|عنوان=A Multilocus Molecular Phylogeny of the Parrots (Psittaciformes): Support for a Gondwanan Origin during the Cretaceous|صحيفة=Molecular Biology and Evolution|المجلد=25|صفحات=2141–2156|doi= 10.1093/molbev/msn160|pmid=18653733|العدد=10|pmc=2727385}}</ref><ref name=tokita>{{استشهاد بدورية محكمة|doi=10.1111/j.1525-142X.2007.00199.x|الأخير=Tokita |الأول=M |سنة=2007|عنوان=Evolution of craniofacial novelty in parrots through developmental modularity and heterochrony|صحيفة=Evolution & Development|المجلد=9|العدد=6|صفحات=590–601|مسار=http://www3.interscience.wiley.com/journal/118546207/abstract|pmid=17976055| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20200328203726/http://www3.interscience.wiley.com/journal/118546207/abstract | تاريخ أرشيف = 28 مارس 2020 }}</ref><ref name=deKloet>{{استشهاد بدورية محكمة|الأخير=de Kloet|الأول=RS|سنة=2005|عنوان=The evolution of the spindlin gene in birds: Sequence analysis of an intron of the spindlin W and Z gene reveals four major divisions of the Psittaciformes|صحيفة=Molecular Phylogenetics and Evolution|المجلد=36|صفحات=706–721|doi=10.1016/j.ympev.2005.03.013|pmid=16099384|العدد=3}}</ref><ref name="Schweizer">{{استشهاد بدورية محكمة|عنوان=The evolutionary diversification of parrots supports a taxon pulse model with multiple trans-oceanic dispersal events and local radiations|صحيفة=Molecular Phylogenetics and Evolution|سنة=2009|الأول=M. |الأخير=Schweizer|pmid=19699808 |المجلد=54|doi= 10.1016/j.ympev.2009.08.021|العدد=3|صفحة=984–94}}</ref> وعلى الرغم من أنها تُسمّى [[اللغة الإنجليزية|باللغة الإنكليزية]] العاميّة، وبالأخص [[إنجليزية أمريكية|الأمريكية]]، «بَرَكيتات» ([[مفرد (توضيح)|مُفردها]]: بَرَكِيت)، فإن هذا الاسم يُطلق من الناحية العلمية على عدّة أنواع من الببغاوات صغيرة الحجم ذات الذيول الطويلة والمُفلطحة. إن أصل اسم ''Budgerigar''، المُعرّب إلى «بُدجَريقَة» غير معلوم على وجه اليقين، غير أن النوع سُجّل رسميًا ضمن قائمة الطيور العالمية لأوّل مرة في سنة [[1805]]. تتزواج هذه الببغاوات عندما تكون الظروف البيئية المحيطة بها أو المعيشية، مؤاتية، سواء في الأسر أو في البرية، وهي أحادية الزوج، أي تكتفي بشريك واحد طيلة حياتها. وكما مُعظم الببغاوات، تشتهر البدجريقات بمقدرتها على تقليد الأصوات. |
|||
دُجّنت هذه الببغاوات |
دُجّنت هذه الببغاوات أوّل مرة في [[أوروبا]] قُرابة سنة [[1840]]، وبحلول النصف الثاني من [[القرن 19|القرن التاسع عشر]] كانت قد أصبحت شائعة الوجود في متاجر الحيوانات الأليفة، وأخذ المُربون يعملون على تفريخها بكثرةٍ لتلبية الطلب المتزايد عليها، ولعلّها قد استحالت اليوم أكثر أنواع الببغاوات الأهليّة انتشارًا في العالم، ومن أكثرها تنوعًا من حيث الشكل والحجم واللون، والأكثر اختلافًا عن أنسبائها البريّة. |
||
== التسمية == |
== التسمية == |
||
'''الدرّة''' في [[اللغة العربية]] هو [[علم (نحو)|اسم علم]] مؤنث معناه «اللؤلؤة العظيمة»، وهو بضم [[دال|الدال]]، والدرّة أيضًا هي الشيء النفيس، فيُقال دُرَّة التاج، أي أبرز وأغلى ما فيه، وقد حملت معنى الببغاء عند العرب قديمًا،<ref>[https://www.almaany.com/ar/dict/ar-ar/%D8%AF%D8%B1%D8%A9/ قاموس المعاني: قاموس عربي - عربي: الدُرّة] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20150117042727/http://www.almaany.com/home.php?language=arabic |date=17 يناير 2015}}</ref> ومنها اشتُق اسم '''الطائر الطيّب''' الذي يُفيد معنى الطائر النفيس أو الغالي. ولعلّ الاسم أُطلق على هذه الطيور بسبب ما تُظهره أزواجها من ولع ببعضها. من الأسماء الرديفة الأخرى المألوفة في العالم الغربي: ''' |
'''الدرّة''' في [[اللغة العربية]] هو [[علم (نحو)|اسم علم]] مؤنث معناه «اللؤلؤة العظيمة»، وهو بضم [[دال|الدال]]، والدرّة أيضًا هي الشيء النفيس، فيُقال دُرَّة التاج، أي أبرز وأغلى ما فيه، وقد حملت معنى الببغاء عند العرب قديمًا،<ref>[https://www.almaany.com/ar/dict/ar-ar/%D8%AF%D8%B1%D8%A9/ قاموس المعاني: قاموس عربي - عربي: الدُرّة] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20150117042727/http://www.almaany.com/home.php?language=arabic |date=17 يناير 2015}}</ref> ومنها اشتُق اسم '''الطائر الطيّب''' الذي يُفيد معنى الطائر النفيس أو الغالي. ولعلّ الاسم أُطلق على هذه الطيور بسبب ما تُظهره أزواجها من ولع ببعضها. من الأسماء الرديفة الأخرى المألوفة في العالم الغربي: '''دُرَّة الترس'''، و'''دُرَّة الأعشاب المُغرّدة'''، و'''الببغاء الكناريّ'''، و'''الببغاء العتابي''' أو '''ببغاء الزرد'''، و'''ببغاء الأسقلوب'''. أما تسمية '''بُدجَريقَة''' فهي تعريب الاسم الإنكليزي لهذه الطيور وهو ''Budgerigar'' ([[نقحرة]]: {{خط/عربي|بدجَريگر}}، ({{IPAc-en|icon|ˈ|b|ʌ|dʒ|ər|ɨ|ɡ|ɑr}})) ذي اللفظ المُختلف باختلاف المنطقة.<ref name=Lendon73>{{استشهاد بكتاب |عنوان=Australian Parrots in Field and Aviary (2nd. ed) |الأخير=Lendon |الأول=Alan H.|سنة=1973 |ناشر=Angus and Robertson |مكان=Sydney |ردمك=0-207-12424-8|صفحات=302–07}}</ref> كذلك تُعرف هذه الطيور خطأً باسم '''طيور الحب''' أو '''عصافير الحب'''، في المجتمعين الشرقي والغربي على حد سواء، ولعلّ سبب ذلك هو نفس السبب الذي جعل تسميتها العربية ما هي عليه، أي الولع الذي يظهر على أزواجها عندما تقوم بتنظيف ريش بعضها.<ref name=Lendon73/> |
||
اقترح بعض اللغويين عدّة أصولٍ مُحتملة للاسم |
اقترح بعض اللغويين عدّة أصولٍ مُحتملة للاسم الإنكليزي لهذه الطيور، منها: |
||
* أنه لفظٌ خاطئ أو تحريف للاسم {{خط/عربي|گيدجرّيگا}} الذي عرف به سكان [[نيوساوث ويلز|ويلز الجنوبية الجديدة]] الأصليين هذه الببغاوات،<ref>[http://coombs.anu.edu.au/WWWVLPages/AborigPages/LANG/GAMDICT/GAMDICT.HTM A Reference Dictionary of Gamilaraay] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20130514122111/http://coombs.anu.edu.au/WWWVLPages/AborigPages/LANG/GAMDICT/GAMDICT.HTM |date=14 مايو 2013}}</ref><ref>{{استشهاد بكتاب | الأخير = Delbridge| الأول = Arthur | عنوان = The Macquarie Dictionary | ناشر = The Macquarie Library Pty Ltd | سنة = 1991 | إصدار = 2 | مكان = Sydney | صفحة = 2049 | |
* أنه لفظٌ خاطئ أو تحريف للاسم «{{خط/عربي|گيدجرّيگا}}» الذي عرف به سكان [[نيوساوث ويلز|ويلز الجنوبية الجديدة]] الأصليين هذه الببغاوات،<ref>[http://coombs.anu.edu.au/WWWVLPages/AborigPages/LANG/GAMDICT/GAMDICT.HTM A Reference Dictionary of Gamilaraay] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20130514122111/http://coombs.anu.edu.au/WWWVLPages/AborigPages/LANG/GAMDICT/GAMDICT.HTM |date=14 مايو 2013}}</ref><ref>{{استشهاد بكتاب | الأخير = Delbridge| الأول = Arthur | عنوان = The Macquarie Dictionary | ناشر = The Macquarie Library Pty Ltd | سنة = 1991 | إصدار = 2 | مكان = Sydney | صفحة = 2049 |ردمك= 0-949757-63-2}}</ref> ولعلّ ما ساهم بانحراف اللفظ أكثر هو إحدى الكلمات المُتداولة باللهجة الإسترالية، وهي ''budgery''، التي تعني «أمرٌ جيّد»،<ref>[https://www.etymonline.com/word/budgerigar Online etymology dictionary] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170224132843/http://www.etymonline.com/index.php?term=budgerigar |date=24 فبراير 2017}}</ref> وهذا الاقتراح هو ما يؤيده قاموس التراث الأمريكي للغة الانكليزية. |
||
* أنه مزجٌ بين كلمتيّ ''budgery'' سالفة الذكر والاسم {{خط/عربي|گار}}، الذي يعني «[[كوكاتو]]». وهذا ما يدعمه [[قاموس أكسفورد الإنجليزي|قاموس أكسفورد |
* أنه مزجٌ بين كلمتيّ ''budgery'' سالفة الذكر والاسم «{{خط/عربي|گار}}»، الذي يعني «[[كوكاتو]]». وهذا ما يدعمه [[قاموس أكسفورد الإنجليزي|قاموس أكسفورد الإنكليزي]]. |
||
وُصفت |
وُصفت البُدجَريقَات لأوّل مرّة من قِبل [[علم النبات|عالم النباتات]] و[[علم الحيوان|الحيوانات]] الإنكليزي [[جورج شو]]، وذلك سنة [[1805]]، وأعطاها عالم الطيور «جون گولد» [[تسمية ثنائية|اسمها العلمي]] سنة [[1840]]. يُشتق اسم الجنس ''Melopsittacus'' من [[اللغة اليونانية]] وهو يعني «الببغاء الرخيم».<ref name=Liddell1980>{{استشهاد بكتاب | مؤلف = [[هنري ليدل]] and [[روبرت سكوت]] | سنة = 1980 | عنوان = [[A Greek-English Lexicon]] (Abridged Edition) | ناشر = [[دار نشر جامعة أكسفورد|مطبعة جامعة أكسفورد]] | مكان = United Kingdom |ردمك=0-19-910207-4}}</ref> أما اسم النوع ''undulatus'' فهو المُرادف اللاتيني لصفة «متموّج» أو «ذو الأنماط الموجيّة».<ref>{{استشهاد بكتاب | الأخير = Simpson | الأول = D.P. | عنوان = Cassell's Latin Dictionary | ناشر = Cassell Ltd. | سنة = 1979 | إصدار = 5 | مكان = London |ردمك= 0-304-52257-0}}</ref> كما أشار «گولد» إلى أن اسم »''بتشيرايگه»'' كان يستخدمه السكّان الأصليين لسهول ليفربول في ويلز الجنوبية الجديدة.<ref>{{استشهاد ويب|مسار=http://gould.australianmuseum.net.au/naturalist/indigenous2.htm|عنوان=Indigenous Bird Names of the Hunter Region of New South Wales|سنة=2009|عمل=Australian Museum website|ناشر=Australian Museum|تاريخ الوصول=22 فبراير 2010|مكان=Sydney, New South Wales| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20110706123224/http://gould.australianmuseum.net.au/naturalist/indigenous2.htm | تاريخ أرشيف = 6 يوليو 2011 |حالة المسار=dead}}</ref> |
||
== الخواص الأحيائية == |
== الخواص الأحيائية == |
||
سطر 51: | سطر 51: | ||
|1=اللوريّات واللوريكيتات |
|1=اللوريّات واللوريكيتات |
||
|label2= |
|label2= |
||
|2= |
|2=البُدجَريقَة |
||
}} |
}} |
||
|label2= |
|label2= |
||
سطر 60: | سطر 60: | ||
}} |
}} |
||
كان يُعتقد أن |
كان يُعتقد أن البُدجَريقَة تُشكّل حلقة الوصل بين جنسيّ [[ببغاوات الأعشاب]] (''Neophema'') و[[ببغاوات أرضية|الببغاوات الأرضية]] (''Pezoporus'')، استنادًا إلى أن كل منها يمتلك [[ريشة (توضيح)|ريشًا]] مقلمًا.<ref name="Forshaw266">Forshaw, p. 273</ref> غير أن [[علم الوراثة العرقي|الدراسات الوراثية العرقية]] الحديثة والتجارب على جدليات [[حمض نووي ريبوزي منقوص الأكسجين|الحمض النووي]]، أظهرت أن البُدجَريقَة أقرب إلى اللوريّات و[[ببغاء التين|ببغاوات التين]] في واقع الأمر، أكثر من الجنسين سالفا الذكر.<ref name=wright/><ref name=tokita/><ref name=deKloet/><ref name="Schweizer"/> |
||
=== التركيبة الجسدية والفيزيولوجية === |
=== التركيبة الجسدية والفيزيولوجية === |
||
[[ملف:Budgerigar diagram-labeled-ar.png|تصغير|الملامح الظاهرة لذكر |
[[ملف:Budgerigar diagram-labeled-ar.png|تصغير|الملامح الظاهرة لذكر البُدجَريقَة.]] |
||
[[ملف:Detail shot of budgerigars head.jpg|تصغير|لقطة مُقرّبة لرأس |
[[ملف:Detail shot of budgerigars head.jpg|تصغير|لقطة مُقرّبة لرأس بُدجَريقَة ذكر، لاحظ قيره ذي اللون الأزرق الملكي الذي يُميزه عن الإناث.]] |
||
يصل مُعدّل طول |
يصل مُعدّل طول البُدجَريقَة البريّة إلى 18 سنتيمتر (7 إنشات)،<ref name="Forshaw631">Forshaw 2003, S. 631</ref> وتتراوح زنة إناثها بين 24 و40 غرامًا، وذكورها بين 22 و32 غرامًا،<ref name="Forshaw631"/> وريشها أخضرٌ باهت على البطن والكفل، أمّا شملتها، أي كواسي الظهر والجناحين، فذات علامات سوداء داكنة عند البوالغ، وباهتة عند الفراح والأحداث منها، تنتهي بتموجات صفراء واضحة للعيان. الجبهة والوجه أصفران عند الطيور البالغة، أما عند اليافعة فتظهر علامات سوداء تمتد حتى القير، وتبقى ظاهرة إلى أن يُريّش الطائر ما بين شهره الثالث والرابع فيكتسي بريش البوالغ.<ref name="Lantermann422">Lantermann 1999, S. 422</ref> أيضًا تظهر عند هذه الطيور لطخات بنفسجية على وجنتها تُعرف باسم «كواسي الوجنة»، وعلى كل جانب من حلقها تظهر ثلاثة بقع سوداء يُطلق عليها «رُقط أو بُقع الحلق»، وأبعد هذه البقع خارجيًا يقع عند قاعدة كل كاسية من كواسي الوجنة. الذيل فضيّ البياض، وريشات الذيل الخارجية تظهر عليها ومضات صفراء مركزية. أما ريشات الطيران فسوداء ضاربة إلى الخضرة، وكواسيها سوداء ذات هوامش وومضات مركزية صفراء، وهي لا تظهر للعيان إلاّ أثناء التحليق عندما يبسط الطائر جناحيه. المنقار زيتوني ضارب إلى الرمادي، والقوائم رمادية ضاربة إلى الزُرقة، والأصابع نيريّة، أي اثنان يوجهان الأمام واثنان يواجهان الخلف.<ref name=forshaw>{{استشهاد بكتاب | الأول=Joseph Michael| الأخير=Forshaw | سنة= 1973 & 1981| عنوان= Parrots of the World| إصدار= 1st and 2nd|ردمك=0-87666-959-3}}</ref><ref>Robilier 1997, S. 58</ref> |
||
يُلاحظ أن |
يُلاحظ أن البدجريقات البريّة في أستراليا دائمًا ما تكون أصغر حجمًا من أقاربها المستأنسة، التي زوجت انتقائيًا في الأسر لدرجة لم يعهدها أي نوعٍ آخر من الببغاوات، وظهرت منها أفراد بألوان وأطياف أكثر تنوعًا من أي نوعٍ آخر أيضًا، فمنها الأزرق، والرمادي، والرمادي المخضر، والمُبرقش والبنفسجي، والأبيض، والأصفر المُزرق، غير أن غالبية الطيور التي يُعثر عليها في متاجر بيع الحيوانات الأليفة غالبًا ما تكون زرقاء، وخضراء، وصفراء. كما حال مُعظم أنواع الببغاوات الأخرى، فإن ريش البُدجَريقَة يظهر متألقًا تحت الأشعة فوق البنفسجية،<ref>Pearn/ Bennett/ Cuthill 2001, S. 2273–2279; Ödeen/ Håstad 2003, S. 855–861.</ref> ولعلّ هذه الظاهرة مَرَدّها هو التودد إلى الشريك، وانتقائه، فكلّما كان ريشه أكثر تألقًا كلما كان أكثر جاذبيةً.<ref name=UV>{{استشهاد بدورية محكمة| مؤلف=S M Pearn, A T Bennett, and I C Cuthill | سنة=2001 | pmc=1088876 | عنوان=Ultraviolet vision, fluorescence and mate choice in a parrot, the budgerigar Melopsittacus undulatus | المجلد=268 | العدد=1482 | pmid=11674876 | صفحات=2273–9 | doi=10.1098/rspb.2001.1813 | صحيفة=Proceedings. Biological sciences / the Royal Society}}</ref> |
||
[[ملف:Papuzki 011.jpg|تصغير|يمين|لقطة مُقرّبة لرأس |
[[ملف:Papuzki 011.jpg|تصغير|يمين|لقطة مُقرّبة لرأس بُدجَريقَة أنثى، لاحظ لون قيرها البني الذي يُميزها عن الذكور.]] |
||
القسم العلوي من [[منقار|المنقار]] أطول بكثير من القسم السفلي، لدرجة أنه يغطيه كاملاً عندما يُغلق الطائر فمه. والمنقار لا ينتأ كثيرًا بسبب الريش الكثيف الزغبي المحيط به، مما يُعطيه شكلاً موجهًا نحو الأسفل ومنظرًا وكأنه مُفلطح على الوجه. يلعب القسم العلوي من المنقار دور الغطاء، ويُمكن كلا القسمين الطائر من أن يقتات على طائفة منوعة من الأغذية تشمل [[عشب|الأعشاب]]، و[[فاكهة|الفواكه]]، و[[خضار|الخضار]]. ومنقار |
القسم العلوي من [[منقار|المنقار]] أطول بكثير من القسم السفلي، لدرجة أنه يغطيه كاملاً عندما يُغلق الطائر فمه. والمنقار لا ينتأ كثيرًا بسبب الريش الكثيف الزغبي المحيط به، مما يُعطيه شكلاً موجهًا نحو الأسفل ومنظرًا وكأنه مُفلطح على الوجه. يلعب القسم العلوي من المنقار دور الغطاء، ويُمكن كلا القسمين الطائر من أن يقتات على طائفة منوعة من الأغذية تشمل [[عشب|الأعشاب]]، و[[فاكهة|الفواكه]]، و[[خضار|الخضار]]. ومنقار البُدجَريقَة يُطبق على ما يحمله بإحكام أكثر من مناقير باقي الطيور، مما يحول دون وقوع مواد بناء العش التي يحملها الطائر إلى معقله. |
||
يُشكّل لون القير (القسم المُنتفخ الذي يُشكّل أصل المنقار، حيث يقع المنخران) الأساس الذي يُمكن عبره التمييز بين الجنسين، إذ ليس هناك من تفاوت جنسيّ واضح عند الطيور البريّة من هذا النوع سواه.<ref>Enehjelm 1957, S. 15</ref> فعند الذكور يكون لون القير أزرقًا ملكيًا، ويتراوح لونه عند الإناث غير المُفرخة بين البني الباهت إلى الأبيض، أما عند المُفرخة فهو بني، ووردي عند الأفراد اليافعة من كلا الجنسين، لكنه غالبًا ما يتخذ لونًا ورديًا ضاربًا إلى البنفسجي عند الذكور اليافعة. يظهر عند بعض إناث |
يُشكّل لون القير (القسم المُنتفخ الذي يُشكّل أصل المنقار، حيث يقع المنخران) الأساس الذي يُمكن عبره التمييز بين الجنسين، إذ ليس هناك من تفاوت جنسيّ واضح عند الطيور البريّة من هذا النوع سواه.<ref>Enehjelm 1957, S. 15</ref> فعند الذكور يكون لون القير أزرقًا ملكيًا، ويتراوح لونه عند الإناث غير المُفرخة بين البني الباهت إلى الأبيض، أما عند المُفرخة فهو بني، ووردي عند الأفراد اليافعة من كلا الجنسين، لكنه غالبًا ما يتخذ لونًا ورديًا ضاربًا إلى البنفسجي عند الذكور اليافعة. يظهر عند بعض إناث البُدجَريقَة قيرًا بنيًا خلال موسم التفريخ، وبعد انتهائه يرجع إلى لونه الطبيعي. يُمكن تمييز الإناث اليافعة أيضًا عبر البياض الطبشوري الناعم الذي يظهر حول منخريها. تُحافظ الذكور المهقاء، وداكنة العينان، والمبرقشة، على لون قيرها الوردي الضارب للبنفسجي طيلة حياتها، وعلى الدوام.<ref name=forshaw/><ref name=sex>{{استشهاد ويب | مسار=http://www.birds-online.de/allgemein/geschlecht_en.htm | عنوان=Birds Online — How to tell the sex of a budgie |تاريخ الوصول=25 أبريل 2006| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190204120418/http://www.birds-online.de/allgemein/geschlecht_en.htm | تاريخ أرشيف = 4 فبراير 2019 }}</ref> يسهل عادةً تمييز جنس البُدجَريقَة عندما يبلغ الطائر ستة أشهر من العمر، وغالبًا ما يُميّز عبر لون القير، غير أنه يمكن الاستدلال على الجنس أيضًا عبر شكل الرأس وسلوك الطائر، فالإناث المُفرخة يكون قفا رأسها مفلطح بعض الشيء، وهي أكثر هيمنة من الذكور وأكثر حبًا للاجتماع.<ref>{{استشهاد ويب |مسار=http://talkbudgies.com/faq.php?faq=general_information#faq_gender |عنوان=Talk Budgies FAQ |تاريخ الوصول=2008-04-30| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190218093638/https://www.talkbudgies.com/faq.php?faq=general_information | تاريخ أرشيف = 18 فبراير 2019 }}</ref> |
||
=== البصر === |
=== البصر === |
||
تتمتع |
تتمتع البدجريقات، كالكثير من أنواع الطيور الأخرى، [[رؤية اللون|ببصر لونيّ رُباعي]]، غير أن [[خلية مخروطية|الخلايا المخروطية]] العاملة معًا تحتاج إلى أن تتعرض للطيف الشمسي كاملاً حتى تعمل كما ينبغي ويتمكن الطائر من الرؤية بالألوان.<ref>Color Vision of the Budgerigar (Melopsittacus undulatus): Hue Matches, Tetrachromacy, and Intensity Discrimination. <br/>Timothy H. Goldsmith and Byron K. Butler in Journal of Comparative Physiology A, Vol. 191, No. 10, pages 933–951; October 2005.</ref> من المعروف أن [[الأشعة فوق البنفسجية]] تجعل ريش البُدجَريقَة متألقًا، ولعلّ سبب ذلك هو استقطاب الشريك، كما أن هذه الأشعة تنعكس من على البُقع الحلقية ويلجأ إليها الطائر لتمييز شريكه عن غيره، ويستعملها العلماء للتفرقة بين الأفراد.<ref name=UV/> |
||
=== البيئوية === |
=== البيئوية === |
||
البدجريقات طيور واسعة التنقل، كثيرًا ما تطوف بأسرابٍ ضخمة في الموائل المكشوفة،<ref name="موسوعة الطيور المصورة"/><ref name="Lantermann, S. 422">Lantermann, S. 422</ref> من شاكلة [[عيص (غطاء نباتي)|أراضي الأشجار القمئية]] و[[سافانا|السفناء]] و[[حرج|الأحراج المكشوفة]] و[[أرض عشبية|الأراضي العشبية]] في قلب أستراليا، غير أن حُجُومها تختلف باختلاف مَؤونة الطعام.<ref name=forshaw/> ففي السنوات التي يكون خلالها هُطول الأمطار مُرتفعًا نسبيًا والطعام غزيرًا، تغدو البُدجَريقَة واحدةً إحدى أكثر الببغاوات الإسترالية عددًا، أما في سنوات الجفاف، تتراجع أعداد الأفراد في السرب الواحد، ويمكن للطيور أن تنتقل إلى الأحراج أو المناطق الساحلية لتأمين قوتها. يُمكن العثور على هذه الطيور أيضًا في بعض الموائل الاصطناعية المكشوفة مثل ملاعب [[غولف|الگولف]]، لكن عيشها فيها مُرتبط بوجود مصدرٍ دائمٍ للمياه.<ref>Forshaw 2003, S. 632, S. 634</ref> وقد لوحظ أن غزارة الأسراب ترتبط أيضًا بمدى شحوح أو كثافة مصادر الماء حتى في الموائل الطبيعية، فهي في مراعي [[خروف|الأغنام]] و[[بقر|الأبقار]] ذات البرك الاصطناعية أغزر عددًا من خارجها.<ref name="Lantermann 1999, page 423">Lantermann 1999, page 423</ref> تنام البُدجَريقَات في جماعات، وعندما تشعر بالخطر فإنَّها تترك معاً الشجرة التي ترقد عليها وتبحث عن شجرةٍ أخرى، وتتسم معظم أنشطتها اليومية بالجماعية.<ref name="الببغاء الأسترالي"/> |
|||
==== الغذاء ==== |
==== الغذاء ==== |
||
[[ملف:Atriplex prostrata seeds atpr 001 php-ar.jpg|تصغير|عينات من بعض أنواع البذور التي تبيّن أن |
[[ملف:Atriplex prostrata seeds atpr 001 php-ar.jpg|تصغير|عينات من بعض أنواع البذور التي تبيّن أن البدجريقات تستسيغها.]] |
||
تتغذى |
تتغذى البُدجَريقَات بصُورةٍ غالبة في باكُورة الصباح وفي وقتٍ مُتأخرٍ من بعد الظهر فتتحاشى بهذا قيظ النهار.<ref name="موسوعة الطيور المصورة"/><ref name="Forshaw638">Forshaw 2003, P. 638</ref> وهي تشرب المياه بشكل جماعي، حيث تتجمَّع حول مصادر المياه بين الصباح والظهيرة، وكذلك في المساء، إلا أنَّ هذه الأوقات قد تتغير بحسب درجة حرارة المنطقة.<ref name="الببغاء الأسترالي">الببغاء الأسترالي، ص9.</ref> وفي فترات الجفاف قد تسافر لمئات الكيلومترات بحثاً عن مصادر المياه، ويمكن أن يموت المئات منها خلال البحث عن الماء،<ref name="الببغاء الأسترالي2">الببغاء الأسترالي، ص10.</ref> وتصل سرعة طيرانها أثناء هذه الرحلات إلى 113 كيلومتراً في الساعة (حوالي 70 ميلاً).<ref name="الببغاء الأسترالي3">الببغاء الأسترالي، ص20.</ref> تُمضي هذه الببغاوات كثيرًا من وقتها في جمع البزور من نَبت الأرض [[عشب|كلأً]] كان أم عُشبًا ضارًا.<ref name="موسوعة الطيور المصورة"/> أظهرت الدراسات أن ما بين 21 و39 نوعًا من بزور النباتات الأرضية تُشكّل غذاءً للبُدجَريقَة، ولم يظهر أي نوع من بزور النباتات اللاأرضيّة. وقد ترواح طول البزور المُنتقاة بين 0.5 و2.5 ميليمترات وزنتها بين 0.36 و1.33 ميليغرام، وكان أغلب تلك البزور ناضجًا، وابتلعته الطيور كاملاً، وبهذا الاكتشاف فقد ضُحدت النظرية القائلة بأن البدجريقات تُطعم فراخها البزور اليانعة، إذ لم تكشف الدراسة انتقائها لها على الإطلاق.<ref name="Forshaw638"/> ومنقار البُدجَريقَة مُتأقلمٌ لانتقاء البزور، وهذا ما يُميزها عن باقي البدجريقات.<ref>Homberger, Dominique G.: Funktionell-morphologische Untersuchungen zur Radiation der Ernährung- und Trinkmethoden der Papageien. Dissertation der Philosophischen Fakultät II der Universität Zürich, 1980 Bonn. S. 80</ref> من النباتات التي تقتات هذه الببغاوات على بزورها: السبينفكس، والحشائش، و[[قمح|القمح]] في أحيانٍ قليلة.<ref name=forshaw/><ref name="wild budgie">{{استشهاد ويب | مسار=http://freespace.virgin.net/cobber.budgies/wildphoto.html | عنوان=The Wild Budgerigar | صيغة=article |تاريخ الوصول=25 أبريل 2006| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20160520063814/http://freespace.virgin.net:80/cobber.budgies/wildphoto.html | تاريخ أرشيف = 20 مايو 2016 }}</ref> |
||
=== التناسل ودورة الحياة === |
=== التناسل ودورة الحياة === |
||
[[ملف:Melopsittacus undulatus -Cologne Zoo -pair-8a.jpg|تصغير|يمين|زوج من |
[[ملف:Melopsittacus undulatus -Cologne Zoo -pair-8a.jpg|تصغير|يمين|زوج من البُدجَريقَة يتوددان إلى بعضهما البعض.]] |
||
تُفرخ |
تُفرخ البُدجَريقَات البريّة خلال الفترة الممتدة بين شهريّ يونيو وسبتمبر في شمال أستراليا، وبين أغسطس ويناير في جنوبها، لكنها تبقى مُفرخة انتهازية، فتتناسل في أي وقتٍ من أوقات السنة مَتى كان الطعام وفيرًا، ويَحصُل التفريخ بَعد الأمطار عادَةً،<ref name="موسوعة الطيور المصورة"/><ref>Wyndham 1974 nach Pohl-Apel/Sossinka 1975 S. 210.</ref> عندما تكون بزورُ الأعشاب غزيرة.<ref name=forshaw/> يتودد الزوجان إلى بعضهما البعض خلال موسم التفريخ، فيقوم كلاً منهما بتنظيف الآخر وإطعامه، فيأكل أحدهما البزور أولاً ثم يتقيأها لشريكه. أشارت الدراسات إلى أنه ليس هناك ما يُثبت حتى الحين تفاعل الغدد التناسلية لذكور البُدجَريقَة مع التغيرات الموسمية التي ينجم عنها تغيّر مدّة إضاءة أشعة الشمس، ويسري هذا الأمر حتى على الطيور الأسيرة التي تعيش بعيدًا عن موطنها الاستوائي الأصلي حيث فترة الإنارة مستقرّة تقريبًا، فقد تبيّن أن البدجريقات التي تعيش في البلاد ذات ساعات النهار القصيرة نسبيًا (17:7 ساعات)، لا تتأثر غددها التناسلية بقِصر أو طول النهار، مما يفيد أنها لا تتقيد بموسم تناسلٍ مُحدد.<ref name="Pohl210">Pohl-Apel/Sossinka 1975 p.210</ref> أما بالنسبة للذكور التي أُجريت عليها دراسات في المختبرات، فقد أظهرت غددها التناسلية نشاطًا واضحًا.<ref>Brockway 1964 nach Pohl-Apel 1980, S. 272.</ref> |
||
[[ملف:Melopsittacus undulatus -Alice Springs Desert Park-8.jpg|تصغير| |
[[ملف:Melopsittacus undulatus -Alice Springs Desert Park-8.jpg|تصغير|بُدجَريقَةٌ أُنثى على مدخل عشّها في منتزه ينابيع أليس الصحراوي في [[الإقليم الشمالي (أستراليا)|الإقليم الشمالي]] بإستراليا.]] |
||
تُظهر الأنثى استعدادها للجماع عبر خضوعها للذكر، فتُهبط جسدها حتى يكاد يُلامس مجثمها، وتجعله يتخذ شكلاً شبيهًا بشكل القارب، ثم تبرح المجثم ذهابًا وأيابًا وقد رفعت رأسها إلى الخلف، وخفضت جناحيها وبسطتهما، ورفعت ذيلها.<ref>Dilger 1960 after Lantermann 1999, pp. 170</ref> بعد ذلك يمتطي الذكر ظهر الأنثى ويحصل الجماع.<ref>Lantermann 1999, pp. 170</ref> تُعشش الأزواج في مُستعمَرات، مُستَخدمةً أجوافًا صغيرة في الشجر من شاكلة ثُقوب العُقدة في أشجار [[كينا|الكينا]].<ref name="موسوعة الطيور المصورة"/> يتراوح عدد البيض في الحضنة الواحدة بين أربعة إلى ستة بيضات،<ref name="Talk Budgies — Breeding"/><ref name="Lantermann424">Lantermann 1999, pp. 424</ref> وفي بعض الحالات الاستثنائية وصل إلى ثمانية. يتراوح طول البيوض عادةً بين سنتيمترٍ واحد وسنتيمترين، ولونها أبيض لؤلؤي إن كانت خصبة، إذ يجوز أن تضع الأنثى بيضًا غير مُخصبً في بعض الأحيان. تضع الأنثى بيضها على مدار عدّة أيام،<ref name="Talk Budgies — Breeding">{{استشهاد ويب |مسار=http://talkbudgies.com/showthread.php?t=14758 |عنوان=Talk Budgies — Breeding |تاريخ الوصول=2008-05-01| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20180923235317/https://www.talkbudgies.com/showthread.php?t=14758 | تاريخ أرشيف = 23 سبتمبر 2018 }}</ref> وفي العادة يفصل بين البيضة والأخرى مدّة يومان. يُرخم البيض لفترة تستمر ما بين 18 و21 يومًا، ومن المُلاحظ أن الأنثى لا تغادر العش إلا للتبرّز، أو لتتمدد قليلاً، أو لتقتات بسرعة، فإذا عادت ورخمت على البيض وقع عبء إطعامها على الذكر،<ref name="Lantermann424"/> الذي يكتفي بإدخال رأسه من ثقب العش فقط، إذ لا تسمح الأنثى لشريكها بالدخول، إلاّ إن أقحم نفسه بالقوّة.<ref name="Talk Budgies — Breeding"/> قد يتفاوت سن الفراح استنادًا على حجم الحضنة وتاريخ الرخم الأوّل، فيمكن أن يتراوح الفرق بين أعمارها بين 9 إلى 16 يومًا. تدوم عملية الفقس حوالي 20 دقيقة،<ref name="Lantermann177">Lantermann 1999, pp. 177</ref> وتساعد الأنثى صغارها على نقف القشرة. يزن الفرخ حديث الفقس قُرابة غرامين،<ref name="Lantermann177"/> ويُريّش بعد حوالي 30 أو 35 يوم من الفقس،<ref>Lantermann 1999, S. 424 f.</ref> ليُغادر العش بعدها.<ref name=forshaw/><ref name="wild budgie"/> |
تُظهر الأنثى استعدادها للجماع عبر خضوعها للذكر، فتُهبط جسدها حتى يكاد يُلامس مجثمها، وتجعله يتخذ شكلاً شبيهًا بشكل القارب، ثم تبرح المجثم ذهابًا وأيابًا وقد رفعت رأسها إلى الخلف، وخفضت جناحيها وبسطتهما، ورفعت ذيلها.<ref>Dilger 1960 after Lantermann 1999, pp. 170</ref> بعد ذلك يمتطي الذكر ظهر الأنثى ويحصل الجماع.<ref>Lantermann 1999, pp. 170</ref> تُعشش الأزواج في مُستعمَرات، مُستَخدمةً أجوافًا صغيرة في الشجر من شاكلة ثُقوب العُقدة في أشجار [[كينا|الكينا]].<ref name="موسوعة الطيور المصورة"/> يتراوح عدد البيض في الحضنة الواحدة بين أربعة إلى ستة بيضات،<ref name="Talk Budgies — Breeding"/><ref name="Lantermann424">Lantermann 1999, pp. 424</ref> وفي بعض الحالات الاستثنائية وصل إلى ثمانية. يتراوح طول البيوض عادةً بين سنتيمترٍ واحد وسنتيمترين، ولونها أبيض لؤلؤي إن كانت خصبة، إذ يجوز أن تضع الأنثى بيضًا غير مُخصبً في بعض الأحيان. تضع الأنثى بيضها على مدار عدّة أيام،<ref name="Talk Budgies — Breeding">{{استشهاد ويب |مسار=http://talkbudgies.com/showthread.php?t=14758 |عنوان=Talk Budgies — Breeding |تاريخ الوصول=2008-05-01| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20180923235317/https://www.talkbudgies.com/showthread.php?t=14758 | تاريخ أرشيف = 23 سبتمبر 2018 }}</ref> وفي العادة يفصل بين البيضة والأخرى مدّة يومان. يُرخم البيض لفترة تستمر ما بين 18 و21 يومًا، ومن المُلاحظ أن الأنثى لا تغادر العش إلا للتبرّز، أو لتتمدد قليلاً، أو لتقتات بسرعة، فإذا عادت ورخمت على البيض وقع عبء إطعامها على الذكر،<ref name="Lantermann424"/> الذي يكتفي بإدخال رأسه من ثقب العش فقط، إذ لا تسمح الأنثى لشريكها بالدخول، إلاّ إن أقحم نفسه بالقوّة.<ref name="Talk Budgies — Breeding"/> قد يتفاوت سن الفراح استنادًا على حجم الحضنة وتاريخ الرخم الأوّل، فيمكن أن يتراوح الفرق بين أعمارها بين 9 إلى 16 يومًا. تدوم عملية الفقس حوالي 20 دقيقة،<ref name="Lantermann177">Lantermann 1999, pp. 177</ref> وتساعد الأنثى صغارها على نقف القشرة. يزن الفرخ حديث الفقس قُرابة غرامين،<ref name="Lantermann177"/> ويُريّش بعد حوالي 30 أو 35 يوم من الفقس،<ref>Lantermann 1999, S. 424 f.</ref> ليُغادر العش بعدها.<ref name=forshaw/><ref name="wild budgie"/> |
||
==== البلوغ وأمد الحياة ==== |
==== البلوغ وأمد الحياة ==== |
||
[[ملف:Melopsittacus undulatus -chicks and eggs in a nest box-8a.jpg|تصغير|فراخ |
[[ملف:Melopsittacus undulatus -chicks and eggs in a nest box-8a.jpg|تصغير|فراخ بُدجَريقَة حديثة الفقس وبيضتان لمّا تَفقسا بَعد.]] |
||
تصل الذكور مرحلة [[بلوغ (إنسان)|النضج الجنسي]] عندما تبلغ من العمر ما بين 3 ½ إلى 4 شهور،<ref name="Pohl210"/> وعندما تبلغ 50 يومًا تبدأ بالسعي وراء |
تصل الذكور مرحلة [[بلوغ (إنسان)|النضج الجنسي]] عندما تبلغ من العمر ما بين 3 ½ إلى 4 شهور،<ref name="Pohl210"/> وعندما تبلغ 50 يومًا تبدأ بالسعي وراء البدجريقات الأخرى ات، وتحاول الاحتكاك بمن استطاعت منها، وبحلول يومها السبعين تقريبًا تكون قد اختارت شريكها المستقبلي الذي سوف تمضي حياتها معه، فإن بلغت 105 أيام من العمر تكون قد اتخذت لنفسها شريكةً وارتبطت وإياها برابط قويّ.<ref>Pohl-Apel 1978, S. 274.</ref> |
||
[[ملف:Fledgling Baby Budgie.jpg|تصغير|يمين|فرخٌ في عمر 3 أسابيع يكتسي بالريش لأوّل مرّة.]] |
[[ملف:Fledgling Baby Budgie.jpg|تصغير|يمين|فرخٌ في عمر 3 أسابيع يكتسي بالريش لأوّل مرّة.]] |
||
تنصّ الكتابات الأوليّة أن أقصى أمدٍ حياتيّ بلغته هذه الطيور في الأسر تراوح بين 15 و17 عامًا،<ref>Lantermann 1999, pp. 303</ref> وعلى الرغم من إمكانية بلوغ الطيور المستأنسة هذه المرحلة العُمرية، إلا أن هذه الحالة تبقى نادرة، وفي العادة فإن أقصى حدٍ بلغته الطيور في البريّة ووثقته المراجع، تراوح بين خمسة وعشرة سنوات فقط.<ref>Gaby Schulemann-Maier: birds-online - alles über Wellensittiche. Unterseite: Wie alt werden Wellensittiche? [http://www.birds-online.de/allgemein/alter.htm] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170806052645/http://www.birds-online.de/allgemein/alter.htm |
تنصّ الكتابات الأوليّة أن أقصى أمدٍ حياتيّ بلغته هذه الطيور في الأسر تراوح بين 15 و17 عامًا،<ref>Lantermann 1999, pp. 303</ref> وعلى الرغم من إمكانية بلوغ الطيور المستأنسة هذه المرحلة العُمرية، إلا أن هذه الحالة تبقى نادرة، وفي العادة فإن أقصى حدٍ بلغته الطيور في البريّة ووثقته المراجع، تراوح بين خمسة وعشرة سنوات فقط.<ref>Gaby Schulemann-Maier: birds-online - alles über Wellensittiche. Unterseite: Wie alt werden Wellensittiche? [http://www.birds-online.de/allgemein/alter.htm] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170806052645/http://www.birds-online.de/allgemein/alter.htm|date=06 أغسطس 2017}}</ref> |
||
تقع فراخ |
تقع فراخ البُدجَريقَة ضحية طائفة واسعة من [[مرض|الأمراض]]، وقد تُقتل على يد أنثى أجنبية بحال نازعت والدها على العش. كما أن عددٌ من الفراخ المُستأنسة يُعاني من تباعد سيقانه، أو التواء إحداها خارجًا، الأمر الذي يمنعه من الوقوف بشكلٍ سويّ، ومنافسة أشقائه على الطعام، وإن نجا الفرخ وبقي على هذه الحال حتى بلوغه، فإنها تعيقه وتمنعه من التزواج بشكلٍ صحيح. يرجع سبب هذه الإصابة إلى انزلاق الفرخ على أرضيّة صندوق التفريخ المُلحق بالمَطير أو القفص، ويُمكن تفادي هذه المُشكلة عبر إلحاق الأرضية ببضعة خيوط إسفنجيّة أو أوراق كي تمضغها الأنثى وتكوّن منها ما يُشبه البطّانيّة، وتفرشها على الأرضيّة. أما في البريّة الإسترالية، فإن البدجريقات عرضة لافتراس شريحةٍ واسعةٍ من [[طائر جارح|الجوارح]]، من شاكِلة [[باز (طائر)|البيزان]] و[[باشق أوراسي|البواشق]] و[[صقر|الصقور]]،<ref>Aumann 2001</ref> كما أن الجمهرات الدخيلة في [[أوروبا]] وغيرها من الأماكن، تتعرض لافتراس الكواسر البلديّة مثل [[شويهين|الصُقيرات الأوراسية]] (أظهرت إحدى الدراسات في [[المملكة المتحدة|بريطانيا]] أن البدجريقات الوحشية تُشكّل ما نسبته 9% من إجمالي غذاء الصُقيرات المحليّة)، و[[شاهين|الشواهين]]، والبيزان.<ref>Zusammenstellung in: Franz, D. (2006): Europäische Freilandpapageien als Beute von Greifvögeln. In: Papageien 10/2006 S. 386–393</ref> |
||
== الانتشار == |
== الانتشار == |
||
=== الموطن الطبيعي === |
=== الموطن الطبيعي === |
||
[[ملف:Budgerigar carpet95.ogv|تصغير|يمين|250بك|مَقطَع [[فيديو |
[[ملف:Budgerigar carpet95.ogv|تصغير|يمين|250بك|مَقطَع [[فيديو]] مُصوّر يُظهر سربًا بريًا من البدجريقات في جنوب غرب ولاية [[كوينزلاند]].]] |
||
[[ملف:Melopsittacus undulatus flock 0.jpg|تصغير|سربٌ هائلٌ من |
[[ملف:Melopsittacus undulatus flock 0.jpg|تصغير|سربٌ هائلٌ من البدجريقات في أستراليا الغربية خلال موسم الجفاف.]] |
||
البُدجَريقَات إحدى أبرز الحيوانات البلدية التي تتفرّد بها [[أستراليا]]، فهي مقصورةٌ في انتشارها الطبيعي على تلك القارّة فقط، حيث تستوطن الأنحاء الأكثر قحطًا وجفافًا منها، وبعض النواحي الأكثر اعتدلاً، ولا يغيب وُجودها إلاّ عن أقصى الجنوب الغربي والغابات المَطيرَة الاستوائية الشمالية في شبه شبه جزيرة رأس يورك خاصةً، وأغلب المناطق الساحلية في أستراليا الشمالية والشرقية.<ref>Forshaw, S. 631 und S. 632</ref> كذلك تُفيد بعض المُشاهدات العينية عن وجود هذه الببغاوات في جزيرة [[تسمانيا|تاسمانيا]]، غير أنه يُرجّح أن تكون تلك طيورًا أسيرة أُطلق سراحها أو هربت بنفسها.<ref name="Lantermann422"/> |
|||
أغزر أعداد هذه الطيور هي في المناطق حيث يتوفّر الغذاء والمياه طيلة أشهر السنة، وأبرز مثال على ذلك هو شمال شرقيّ أستراليا.<ref name="Forshaw636">Forshaw 2003, p 636</ref> أما في باقي أنحاء البلاد، حيث تتحكم كميّة الأمطار بنمط الحياة، وبما تُنتجه الأرض من بزور، تعيشُ |
أغزر أعداد هذه الطيور هي في المناطق حيث يتوفّر الغذاء والمياه طيلة أشهر السنة، وأبرز مثال على ذلك هو شمال شرقيّ أستراليا.<ref name="Forshaw636">Forshaw 2003, p 636</ref> أما في باقي أنحاء البلاد، حيث تتحكم كميّة الأمطار بنمط الحياة، وبما تُنتجه الأرض من بزور، تعيشُ البدجريقات حياة مُرتَحلةً، فتُرى وهي تتنقل من الشمال إلى الجنوب بأسراب هائلة صاخبة، أما مِقدار الاتجاه الذي تسلكه وعمّا إذا كانت هذه الرحلة يُمكن اعتبارها هجرةٌ فعليةٌ أم مُجرّد استغلال للظروف الأمثل، فأسئلةٌ لا يزال العُلماء يُحاولون الإجابة عنها.<ref name="Forshaw636"/> تُشير بعض الأدلّة إلى أن البدجريقات الأكبر سنًا والأكثر خبرةً تسعى وراء الأراضي الأكثر إنباتًا خلال موسم الجفاف، فتنتقل إليها وتلحق بها الأفراد الأصغر سنًا، وإن هذا هو سبب تشكّل الأسراب وتنقلها خلال هذا الموسم.<ref name="Forshaw636"/> يقول البعض أن هذه لا يُمكن اعتبارها هجرةً بالمفهوم العلمي والأحيائي، فالطيور عندما تُهاجر تُكافأ جهودها بالعثور على مرتعٍ خصب آمن تُفرخ فيه وتقتات من خيراته، أما في إستراليا فلا تُقدّم أغلب الموائل هذا، فالقارّة أكثر القارّات جفافًا، وإن هاجرت الطيور لن تحصل على ما يُعوضها عن ما فقدته من طاقة ومجهود ولن تتمكن من تعويض مخزونها من الشحم، لذا فإن البُدجَريقَة وغيرها من الطيور الإسترالية تكتفي بالانتقال القصير من منطقة إلى أخرى. يُمكن للبُدجَريقَة أن تُحلّق طيلة ثلاث ساعات متواصلة، تُغطي خلالها حوالي 100 كيلومتر.<ref>Forshaw 2003, pp. 637</ref> |
||
=== الجمهرات الدخيلة === |
=== الجمهرات الدخيلة === |
||
[[ملف:Spinifex Savanna Central Australia.jpg|تصغير|جنبات |
[[ملف:Spinifex Savanna Central Australia.jpg|تصغير|جنبات سبينفكس في وسط إستراليا، إحدى الموائل الطبيعية المثالية للبُدجَريقَة.]] |
||
تعيشُ جمهراتٌ وحشيةٌ من |
تعيشُ جمهراتٌ وحشيةٌ من البدجريقات في بضعة مناطق حول العالم، وجميعها تتحدّر من طيور مستأنسة أُطلق سراحها عمدًا أو هربت وشكّلت أسرابًا. من أبرز هذه المناطق مدينة سانت بطرسبرغ في ولاية [[فلوريدا]] الأمريكية، حيث وُجدت فيها جمهرةٌ وحشيةٌ منذ [[عقد 1940|عقد الأربعينيات من القرن العشرين]]، استمر أفرادها بالتكاثر حتى [[عقد 1980|عقد الثمانينيات من القرن نفسه]]، عندما أخذت أعدادها تتراجع شيءًا فشيئًا، ولعلّ ذلك يرجع إلى ازدياد حدّة المنافسة على الغذاء مع طيورٍ أخرى ارتفعت أعدادها بدورها، من شاكلة [[زرزور أوروبي|الزرازير الأوروبية]] و[[عصفور دوري|عصافير الدوري]].<ref>Pranty 2001</ref><ref>Christopher J. Butler (2005): Feral Parrots in the Continental United States and United Kingdom: Past, Present, and Future. In: Journal of Avian Medicine and Surgery 19(2) S. 142–149 [https://www.uco.edu/cms/academics/biology/] hier S. 143f. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20150131194255/http://www.biology.uco.edu/PersonalPages/CButler/jams_butler.pdf|date=31 يناير 2015}}</ref> بالإضافة إلى فلوريدا، تعيشُ جمهرةٌ وحشيةٌ صغيرة في [[مدينة الكويت]] وجوارها.<ref>[http://www.iucnredlist.org/details/106001489/0 ''Melopsittacus undulatus''] في القائمة الحمراء للاتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعة{{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20130528075743/http://www.iucnredlist.org/details/106001489/0 |date=28 مايو 2013}}</ref> |
||
=== الموائل الطبيعية === |
=== الموائل الطبيعية === |
||
تسكن |
تسكن البدجريقات أشكالاّ عدّة من الموائل القاحلة وشبه القاحلة: ذات الأعشاب الشائكة والقاسية، وذات الكُثبان الرمليّة، والسهول ذات الأشجار المُبَعثرة ونبات [[رغل|القطف]] وما شابهه، وجنبات [[سنط|السنط أو الأقاقيا]]، و[[سافانا|السفناء]]، والأحراج المكشوفة، والأراضي الزراعية. وهي تتجنب الغابات والمناطق المكسوّة بالأشجار الكثيفة.<ref name="Lantermann, S. 422"/> أكثر الأشجّار تفضيلاً وحبًا عند هذه الطيور هي أشجار [[كينا|الكينا]] مُختزنة المياه من شاكلة [[أوكالبتوس كمالدولي|الأوكالبتوس الكمالدولي]]. يُمكن للبدجريقات أن تقطن ملاعب [[غولف|الغولف]] غير أن وجودها فيه مُرتبط بوجود مصدرٍ دائمٍ للمياه،<ref>Forshaw 2003, pp. 632, 634</ref> كما يُمكن العثور عليها في مراعي [[ماشية|الماشية]] ذات البرك الاصطناعية.<ref name="Lantermann 1999, page 423"/> |
||
== الاستئناس والعلاقة مع الإنسان == |
== الاستئناس والعلاقة مع الإنسان == |
||
=== بداية التدجين في أوروبا === |
=== بداية التدجين في أوروبا === |
||
[[ملف:Pierre-Auguste Renoir - La Femme à la perruche.jpg|تصغير|يمين|رسمٌ بريشة أوگست رينوار من عام 1870، تظهر فيه سيدة تحمل |
[[ملف:Pierre-Auguste Renoir - La Femme à la perruche.jpg|تصغير|يمين|رسمٌ بريشة أوگست رينوار من عام 1870، تظهر فيه سيدة تحمل بُدجَريقَة على إصبعها، مما يُفيد أن هذه الطيور كانت قد أصبحت ضمن قائمة الطيور المُستأنسة حينها.]] |
||
يُعتقد أن أوّل من أحضر |
يُعتقد أن أوّل من أحضر بُدجَريقَة حيّة إلى [[أوروبا]] كان عالم الطيور الإنكليزي «جون گولد»، عندما أحضر طائرًا بريًا إلى [[إنجلترا|إنكلترا]] في سنة [[1840]]، ومُنذ ذلك الحين، استمرت كُلّ سفينةٍ آتيةٍ من أستراليا تحمل معها عددٌ من تلك الطيور إلى القارّة العجوز.<ref>Enehjelm 1957, p.22</ref> عُرِضت البُدجَريقَة لأوّل مرّة في [[فرنسا]] سنة [[1846]]، عندما استقدمت بضعة أفراد منها إلى حديقة حيوانات آنتورب، وكان لحديقة الحيوان هذه الفضل في تعريف الأوروبيين على هذه الطيور،<ref>Bolle, 1859, p.302</ref> إذ أُنشٍأ فيها مَطيرًا خاصًا في سنة [[1850]] عُرِضَ فيه سربٌ صغير، وتهافتت عليه الجماهير من كُل حدبٍ وصوب. أما في [[الولايات المتحدة]] فلم تُعرض البدجريقات على الملأ حتى عام [[1909]].<ref>Lantermann 1999, pp. 425</ref> أطلق السرب الصغير في [[أنتويرب|آنتورب]] حالةً من التعطش بين إدارات حدائق الحيوان الأوروبية كي تعرض الطيور بدورها في دولها، فأخذت تتهافت على استقدام المزيد منها، فارتفعت وتيرة التجارة بها ارتفاعًا ملحوظًا بين عاميّ [[1846]] و[[1847]]،<ref>Jules Delon 1854 Enehjelm23</ref> فكان من نتيجة ذلك أن انخفضت أسعارها بشكلٍ واضح.<ref name=" Enehjelm 1957, p.24">Enehjelm 1957, p.24</ref> بالمقابل أخذ العامّة يتهافتون على شراء أزواجٍ من البُدجَريقَة للاحتفاظ بها في منازلهم، فنشطت تجارة طيور الأقفاص، وتشير إحدى الإحصائيات أن عدد الأزواج التي استقدمت منذ [[10 فبراير]] حتى [[27 يوليو]] سنة 1878 بلغ 14,069 زوجًا، ومن سبتمبر 1878 حتى يناير 1879، وصل إلى 79,655 زوجًا.<ref>Enehjelm22f.</ref> استمرت التجارة بالبدجريقات الحيّة نشطةً وقائمة حتى سنة 1894، عندما فُرضت قيود عامّة على تصدير الطيور من إستراليا.<ref name="Enehjelm23">Enehjelm 1957, p.23</ref> أخذ المربين وهواة الطيور البريطانيون و[[فرنسيون|الفرنسيون]] و[[ألمان|الألمان]] يُكثرون البدجريقات في الأسر لغرض بيعها منذ أوائل [[عقد 1880|عقد الثمانينيات من القرن التاسع عشر]]، وأشار الكاتب وهاوي الطيور الألماني كارل روس أن عدد الفراخ التي فقست في ألمانيا سنة [[1880]] بلغ 50,000 فرخ.<ref name=" Enehjelm 1957, p.24"/> استمرّت البدجريقات إحدى أنواع الطيور الأكثر شعبيةً عند الجمهور الأوروبي، ولم تتراجع شعبيتها يومًا إلا بسبب الأحداث الطارئة التي من شأنها أن تؤثر على سوق الطيور المستأنسة، فعلى سبيل المٍثال أقدم المُربون الفرنسيون على قتل 120,000 بُدجَريقَة عند اندلاع [[الحرب العالمية الثانية]] بسبب انهيار الأسواق والتجارات، وفُقدان الناس اهتمامهم بالكماليّات.<ref name="Enehjelm 1957, p.25">Enehjelm 1957, p.25</ref> |
||
[[ملف:Melopsittacus undulatus flock.jpg|تصغير|سربٌ من |
[[ملف:Melopsittacus undulatus flock.jpg|تصغير|سربٌ من البدجريقات المستأنسة ذات الألوان المتنوعة.]] |
||
[[ملف:Melopsittacus undulatus - English Budgie and American Parakeets.jpg|تصغير| |
[[ملف:Melopsittacus undulatus - English Budgie and American Parakeets.jpg|تصغير|بُدجَريقَة إنكليزية على اليسار، لاحظ الفرق بين حجمها وحجم البُدجَريقَتين العاديتين على اليمين.]] |
||
أدّى التهجين والتزويج الانتقائي الكثيف إلى ظهور عدّة أنماط وأطياف لونيّة عِند الجمهرات الأسيرة من هذه الطيور، ففي سنة 1878 تمكن مُربٍ بلجيكي من إخراج |
أدّى التهجين والتزويج الانتقائي الكثيف إلى ظهور عدّة أنماط وأطياف لونيّة عِند الجمهرات الأسيرة من هذه الطيور، ففي سنة 1878 تمكن مُربٍ بلجيكي من إخراج بدجريقات ذات لونٍ أزرق سماوي من صُلب زوجين خضراوين، وبحلول عام 1910 كانت الأفراد الزرقاء قد أصبحت شائعة في معارض الطيور الأوروبية.<ref name="Enehjelm 1957, p.25"/> وبعد [[الحرب العالمية الأولى]] عمل المُربين على إنتاج الطيور الخضراء الداكنة من صُلب أفرادٍ بريّة يغلب عليها اللون الزيتوني،<ref name="Enehjelm 1957, p.25"/> وبعد ذلك توالت التهجينات فظهرت طيورٌ فضيّة البياض، وأخرى بنفسجيّة، وثالثةٌ بيضاء.<ref name=" Enehjelm 1957, p.26">Enehjelm 1957, p.26</ref> أما أوّل بدجريقات رماديّة ومُبرقشة، فظهرت ما بين عاميّ 1927 و1928،<ref name=" Enehjelm 1957, p.26"/> وبالنسبة لتلك الصفراء فهي تتحدر من زوجٍ تمكن أحد المُربين البريطانيين من إخراجه من صُلب طيورٍ بريّة في سنة 1886.<ref>Enehjelm 1957, p.17</ref> كانت أسعار البدجريقات الملوّنة منخفضةً في بادئ الأمر، على اعتبار أنها طيورٌ هجينة غير مؤصلة، لكن الطلب الشديد عليها في اليابان جعل أسعارها في أوروبا ترتفع ارتفاعًا فاحشًا قبل الحرب العالمية الثانية، فوصل سعر الزوج إلى ما بين 175 و200 جنيه استرليني، وهذا سعرٌ لم يصله أي حيوانٍ أليف بالكاد قبلاً.<ref name=" Enehjelm 1957, p.26"/> |
||
بالإضافة إلى التهجين الانتقائي الذي أولد |
بالإضافة إلى التهجين الانتقائي الذي أولد بدجريقات مختلفة الألوان، قام بعض المُربين بتزويج أفرادٍ برّيةٍ يفوق حجمها حجم أقرانها، حتى نجم عن ذلك طيورٌ مُستأنسة ضخمة تفوق أسلافها البريّة حجمًا بوضوحٍ شديد، ومنها على سبيل المِثال البُدجَريقَة الإنكليزية، أو بُدجَريقَة العروض، التي تكبر أسلافها البريّة بحوالي الضعف، وتتميز بريش رأسها الأكثر انتفاخًا، الذي يكاد يبتلع منقارها وعينيها، ومظهرها الجريء. وهذه البدجريقات أغلى ثمنًا في العادة من تلك العاديّة، وأمد حياتها أقصر يمتد بين سبعة وتسعة سنوات. استولِدت هذه السلالة بغرض عرضها في المهرجانات والاستعراضات الخاصة بمُربي الحيوانات المُستأنسة، وهي ليست شائعةً في متاجر الحيوانات الأليفة كما الطيور الطبيعية. |
||
==== كطيورٍ منزلية ==== |
==== كطيورٍ منزلية ==== |
||
[[ملف:Budgerigar (Melopsittacus undulatus).jpg|تصغير|يمين|درّتين مستأنستين على مجثمٍ مصنوعٌ خصيصًا لتحفيزها على اللعب.]] |
[[ملف:Budgerigar (Melopsittacus undulatus).jpg|تصغير|يمين|درّتين مستأنستين على مجثمٍ مصنوعٌ خصيصًا لتحفيزها على اللعب.]] |
||
بدجريقات طيورٌ اجتماعية، وتحتاج إلى ما يُحفزها عندما تكون أسيرة، وغالبًا ما ينصح الخبراء بإدراج ألعابٍ مُعينة في قفصها، واستمرار التفاعل معها. يُمكن تلقين البُدجَريقَة المستأنسة التصفير وتقليد نُطق الإنسان، وأن تأتي ببعض الحركات والألعاب البسيطة، كما هو الحال مع باقي أنواع الببغاوات. يندر للإناث المُستأنسة أن تتمكن من تقليد أكثر من عشرة أصوات أو ما يقرب، أما الذكور فقادرةٌ على تعلّم كلمات كثيرة تتراوح من بضعة عشرات إلى المئات، وفي العادة، فإن الذكور المستأنسة عديمة الشريك هي من يُتقن النُطق إتقانًا عظيمًا. من أبرز الأمثلة على ذلك، ذكرُ بُدجَريقَة كان يمتلكه أمريكيٌّ يُدعى كميل جوردن، دخل إلى [[موسوعة غينيس للأرقام القياسية|موسوعة گينيس للأرقام القياسية]] بصفته الطائر صاحب أكبر مُعجم، إذ بلغ تعداد المُفردات التي حفظها قبل نفوقه، 1,728 مُفردة ومُصطلح.<ref>{{استشهاد بكتاب |محرر= Claire Folkard (ed.) |عنوان=Guinness World Records 2004 |سنة= 2003 |مسار= https://archive.org/details/guinnessworldrec0000unse_n7e2 |ناشر=Guinness World Records Limited |ردمك=0-85112-180-2 |صفحة= [https://archive.org/details/guinnessworldrec0000unse_n7e2/page/54 54]}}</ref><ref>{{استشهاد ويب |مسار=http://birdwithmostwords.com/ |عنوان=The Bird with the Largest Vocabulary in the World |تاريخ الوصول=2007-01-06| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20180327124257/http://birdwithmostwords.com/ | تاريخ أرشيف = 27 مارس 2018 }}</ref> وفي سنة 2001 استقطب ذكرٌ آخر يُدعى «فيكتور» انتباه وسائل الإعلام بعد أن حفظ وفهم عدّة كلمات، وقال مالكه أنه يتوقع أن يُشارك طائره في مُحادثات مُفيدة مستقبلاً،<ref>{{استشهاد ويب |مسار=http://www.budgieresearch.com |عنوان=Budgie Research |تاريخ الوصول=2008-11-28| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20170522082815/http://budgieresearch.com/ | تاريخ أرشيف = 22 مايو 2017 }}</ref><ref>{{استشهاد ويب |مسار=https://www.minicritters.com/birds/parakeets.html |عنوان=Parakeets |تاريخ الوصول=2008-11-29| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20101028162918/http://www.minicritters.com:80/birds/parakeets.html | تاريخ أرشيف = 28 أكتوبر 2010 |حالة المسار=dead}}</ref> غير أن الطائر نفق قبل حصول أي تقدمٍ جديد في مستوى خطابه البشري، وأفاد الخبراء والنقّاد أن صوته المُسجّل لا يبدو مُتماسكًا بما فيه الكفاية حتى يُمكن القول أنه يتحدث جملاً كاملةً.<ref>{{استشهاد ويب |مسار=http://hoaxes.org/weblog/comments/3638/ |عنوان=Victor the Talking Budgie |تاريخ الوصول=2008-11-29| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20131022021244/http://www.museumofhoaxes.com/hoax/weblog/comments/3638/ | تاريخ أرشيف = 22 أكتوبر 2013 }}</ref> |
|||
تُقدم هذه الببغاوات، وبالأخص الإناث منها، على مضغ أي مادةٍ تقدر عليها، وبالأخص الخشب، من شاكلة خشب صندوق التفريخ المُلحق بالقفص، وذلك حتى تُبقي مناقيرها مُقلّمة، لذا يُنصح بوضع أدوات تتلائم وهذه الغريزة، مثل كُتل الأملاح وسان البحر وقطع الأخشاب الطريئة. يتراوح أمد حياة |
تُقدم هذه الببغاوات، وبالأخص الإناث منها، على مضغ أي مادةٍ تقدر عليها، وبالأخص الخشب، من شاكلة خشب صندوق التفريخ المُلحق بالقفص، وذلك حتى تُبقي مناقيرها مُقلّمة، لذا يُنصح بوضع أدوات تتلائم وهذه الغريزة، مثل كُتل الأملاح وسان البحر وقطع الأخشاب الطريئة. يتراوح أمد حياة بدجريقات في الأسر بين خمسة وثمانية سنوات، وأفاد البعض أن هناك طيورًا عاشت حتى بلغت ما بين 15 و20 سنة من العمر.<ref>{{استشهاد ويب | مسار=http://www.birds-online.de/allgemein/alter_en.htm | عنوان=Birds Online — Life span of a budgie |تاريخ الوصول= 26 ديسمبر 2005| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190204120421/http://www.birds-online.de/allgemein/alter_en.htm | تاريخ أرشيف = 4 فبراير 2019 }}</ref> يعتمد أمد حياة الطيور الأسيرة على سلالتها، ونسبها، وصحتها العامّة، التي تتأثر سلبًا وإيجابًا بمقدار نشاط الطائر وحميته الغذائية. من المعلوم أن البدجريقات تتسبب بحساسية مُفرطة والتهاب رئويّ للأشخاص الحساسين، وهذا مرضٌ يُعرف باسم «مرض رئة مُربي الطيور».<ref>{{استشهاد بدورية محكمة| pmid = 566603 | المجلد=2 | العدد=6130 | عنوان=Budgerigar-fancier's lung: the commonest variety of allergic alveolitis in Britain | pmc=1605890 | سنة=1978 | شهر=July | صحيفة=Br Med J | صفحات=81–4}}</ref> |
||
=== جمعيات المُربين === |
=== جمعيات المُربين === |
||
[[ملف:طيور الحب.jpg|تصغير|يسار|200بك|زوج من |
[[ملف:طيور الحب.jpg|تصغير|يسار|200بك|زوج من البُدجَريقَة في قفص]] |
||
تأسست أوّل جمعيةٍ لمُربي |
تأسست أوّل جمعيةٍ لمُربي البُدجَريقَة في [[المملكة المتحدة|بريطانيا]] سنة [[1925]]، تحت اسم «نادي البُدجَريقَة» ([[اللغة الإنجليزية|بالإنكليزية]]: The Budgerigar Club)، وقد اكتسبت شعبيةً واسعة حول العالم، حتى إنه بحلول سنة [[1957]] كان قد انضم إليها آلاف الأعضاء من دولٍ مُختلفة.<ref>Enehjelm 1957, p.171 f</ref> وفي ألمانيا تأسست أولى الجمعيات سنة [[1926]] تحت اسم «الجمعيّة الألمانية لمُربي البُدجَريقَة» {{ألمانية|Deutsche Wellensittichzüchter Verband؛ اختصارًا: D.W.V.}}، بصفتها فرعٌ من جمعية الحفاظ على الحياة البرية وتربية الطيور والثقافة الطيريّة<ref>Enehjelm 1957, p.117</ref> {{ألمانية|Vereinigung für Artenschutz, Vogelhaltung und Vogelzucht}}. وفي عام [[1959]] تأسست الجمعية القياسيّة لمُربي البُدجَريقَة<ref>[http://www.dsv-ev.de/ الموقع الرسمي للجمعية القياسيّة لمُربي البُدجَريقَة] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170811022045/http://www.dsv-ev.de/ |date=11 أغسطس 2017}}</ref> {{ألمانية|Standard-Wellensittich-Züchter-Vereinigung}} بصفتها مُنظمة مُختصة بتربية وإكثار وعرض البُدجَريقَات دون غيرها من الطيور، وقد ساهمت هذه الجمعية في إنشاء أخرى عالميّة هي جمعيّة البُدجَريقَة العالميّة<ref>[http://world-budgerigar.org/ الموقع الرسمي لجمعيّة البُدجَريقَة العالميّة] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170731213234/http://www.world-budgerigar.org/ |date=31 يوليو 2017}}</ref> ([[اللغة الإنجليزية|بالإنكليزية]]: World Budgerigar Organisation). أظهرت إحصائيات بعض هذه الجمعيّات أنّ عدد الفراخ المُستأنسة التي فقست حول العالم ما بين عاميّ [[2002]] و[[2008]] بلغ حوالي 20,000 من نِتاج بضعة آلافٍ من الأزواج. |
||
=== الاستيرادات الحديثة === |
=== الاستيرادات الحديثة === |
||
شَرَعَ المُرَبون الألمان مُنذ سنة [[2005]] يستوردون طيورًا بريةً جديدةً من إستراليا بهدف إنتاج سُلالةٍ جديدةٍ مُميزةٍ من هذه الطيور، ويُحتفظ بهذه الطيور المُستوردة في [[حديقة حيوانات كولونيا]].<ref>nach [https://www.azvogelzucht.de/content/nachzuchtstatistik_anzeigen.php?strUF=3046&jahr=2005&sess_az_hp=d346a37dfa9ccdcea4bb99257f605688 AZ (2005) Statistik] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20150510110710/http://www.azvogelzucht.de/content/nachzuchtstatistik_anzeigen.php?strUF=3046&jahr=2005 |date=10 مايو 2015}}</ref> |
شَرَعَ المُرَبون الألمان مُنذ سنة [[2005]] يستوردون طيورًا بريةً جديدةً من إستراليا بهدف إنتاج سُلالةٍ جديدةٍ مُميزةٍ من هذه الطيور، ويُحتفظ بهذه الطيور المُستوردة في [[حديقة حيوانات كولونيا]].<ref>nach [https://www.azvogelzucht.de/content/nachzuchtstatistik_anzeigen.php?strUF=3046&jahr=2005&sess_az_hp=d346a37dfa9ccdcea4bb99257f605688 AZ (2005) Statistik] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20150510110710/http://www.azvogelzucht.de/content/nachzuchtstatistik_anzeigen.php?strUF=3046&jahr=2005 |date=10 مايو 2015}}</ref> |
||
== ملاحظات == |
|||
⚫ | |||
* {{هامش|ملاحظة 1}}: يطلق اسم الدرة ([[اللغة الإنجليزية|بالإنكليزية]]: Parakeet) أيضًا على [[درة|الببغاوات الصغيرة]] الأخرى. |
|||
⚫ | |||
* [[ويبر (درة)|الدرّة ويپر]] |
|||
⚫ | |||
⚫ | |||
⚫ | |||
* [[طيور ناطقة|الطيور الناطقة]] |
|||
* [[ويبر (بدجريقة)|البدجريقة ويبر]] |
|||
* [[كوكاتيل]] |
|||
⚫ | |||
== المراجع == |
== المراجع == |
||
سطر 147: | سطر 148: | ||
== كتب == |
== كتب == |
||
<div class="reflist4" style="height: 220px; overflow: auto; padding: 3px"> |
|||
<div style="direction: ltr;"> |
|||
* عصام الدين حسين شريف (1423 هـ/2003م). الببغاء الأسترالي، سلسلة بريمواي الثقافية. شركة بريمواي المحدودة، فهرسة [[مكتبة الملك فهد الوطنية]]، الرياض، السعودية. ISBN 9960-43-553-9. |
* عصام الدين حسين شريف (1423 هـ/2003م). الببغاء الأسترالي، سلسلة بريمواي الثقافية. شركة بريمواي المحدودة، فهرسة [[مكتبة الملك فهد الوطنية]]، الرياض، السعودية. ISBN 9960-43-553-9. |
||
{{بداية المراجع|محاذاة=نعم}} |
|||
* Pranty, B. 2001. The Budgerigar in Florida: Rise and fall of an exotic psittacid. North American Birds 55: 389-397. |
* Pranty, B. 2001. The Budgerigar in Florida: Rise and fall of an exotic psittacid. North American Birds 55: 389-397. |
||
* Forshaw, Joseph M. & Cooper, William T. (1978): ''Parrots of the World'' (2nd ed). Landsdowne Editions, Melbourne Australia ISBN 0-7018-0690-7 |
* Forshaw, Joseph M. & Cooper, William T. (1978): ''Parrots of the World'' (2nd ed). Landsdowne Editions, Melbourne Australia ISBN 0-7018-0690-7 |
||
* Collar, N. J. (1997). Budgerigar (''Melopsittacus undulatus''). Pg. 384 in: del Hoyo, J., Elliott, A. & Sargatal, J. eds. (1997).<br/> ''Handbook of the Birds of the World.'' Vol. 4. Sandgrouse to Cuckoos. Lynx Edicions, Barcelona. ISBN 84-87334-22-9 |
* Collar, N. J. (1997). Budgerigar (''Melopsittacus undulatus''). Pg. 384 in: del Hoyo, J., Elliott, A. & Sargatal, J. eds. (1997).<br/> ''Handbook of the Birds of the World.'' Vol. 4. Sandgrouse to Cuckoos. Lynx Edicions, Barcelona. ISBN 84-87334-22-9 |
||
* Tom Aumann (2001): An intraspecific and interspecific comparison of raptor diets in the south-west of the Northern Territory, Australia. In: Wildlife-Research. 2001; 28(4): 379–393 |
* Tom Aumann (2001): An intraspecific and interspecific comparison of raptor diets in the south-west of the Northern Territory, Australia. In: Wildlife-Research. 2001; 28(4): 379–393 |
||
* |
* {{Ill-WD2|Carl Bolle|id=Q1037117}} (1859): Beginnende Domestication des Undulatus-Papageien (Melopsittacus undulatus Gould). In: Journal für Ornithologie. Jg. 7, Nr. 4 / Juli 1859, S. 299–308. (Enthalten ist die Haltungsbeschreibung von Jules Delon und die Beschreibung der deutschen Erstzucht) |
||
* Curt af Enehjelm: ''Das Buch vom Wellensittich.'' Pfungstadt 1957 Bearbeitet von Joachim Steinbacher |
* Curt af Enehjelm: ''Das Buch vom Wellensittich.'' Pfungstadt 1957 Bearbeitet von Joachim Steinbacher |
||
* Werner Lantermann: ''Papageienkunde. Biologie, Ökologie, Artenschutz, Verhalten, Haltung, Artenauswahl der Sittiche und Papageien.'' Georg Thieme Verlag, 1999 |
* Werner Lantermann: ''Papageienkunde. Biologie, Ökologie, Artenschutz, Verhalten, Haltung, Artenauswahl der Sittiche und Papageien.'' Georg Thieme Verlag, 1999 |
||
* |
* {{Ill-WD2|Joseph M. Forshaw|id=Q1707628}}: ''Australische Papageien - Band 2.'' Bretten 1. deutschsprachige Auflage (2003) |
||
* Hans Steiner: ''Vererbungsstudien am Wellensittich.'' Archiv der Julius-Klaus' Stiftung f. Vererbungsforschung 1932, Bd. VII, Heft 2, S. 149. |
* Hans Steiner: ''Vererbungsstudien am Wellensittich.'' Archiv der Julius-Klaus' Stiftung f. Vererbungsforschung 1932, Bd. VII, Heft 2, S. 149. |
||
* Gunvor Pohl-Apel/ Roland Sossinka: ''Gonadenentwicklung beim Wellensittich, Melopsittacus undulatus unter verschiedenen Lichtbedingungen.'' In: Journal of Ornithology Volume 116/2 April 1975, S. 207–212 [http://www.springerlink.com/content/l274h35212270637/] |
* Gunvor Pohl-Apel/ Roland Sossinka: ''Gonadenentwicklung beim Wellensittich, Melopsittacus undulatus unter verschiedenen Lichtbedingungen.'' In: Journal of Ornithology Volume 116/2 April 1975, S. 207–212 [http://www.springerlink.com/content/l274h35212270637/]{{وصلة مكسورة}} |
||
* Gunvor Pohl-Apel: ''Sexuelle Ontogenese bei männlichen Wellensittichen Melopsittacus undulatus.'' In: Journal für Ornithologie. Volume 121/3, Juli 1980, S. |
* Gunvor Pohl-Apel: ''Sexuelle Ontogenese bei männlichen Wellensittichen Melopsittacus undulatus.'' In: Journal für Ornithologie. Volume 121/3, Juli 1980, S. |
||
* Ödeen, A./ Håstad, O. (2003): Complex Distribution of Avian Color Vision Systems Revealed by Sequencing the SWS1 Opsin from Total DNA. In: Mol. Biol. Evol. S. 855–861. |
* Ödeen, A./ Håstad, O. (2003): Complex Distribution of Avian Color Vision Systems Revealed by Sequencing the SWS1 Opsin from Total DNA. In: Mol. Biol. Evol. S. 855–861. |
||
* Pearn, S. M./ Bennett, A. T. D./ Cuthill, I. C. (2001): Ultraviolet vision, fluorescence and mate choice in a parrot budgerigar Melopsittacus undulatus. In: Proc. R. Soc. Lond. B, S. 2273–2279 |
* Pearn, S. M./ Bennett, A. T. D./ Cuthill, I. C. (2001): Ultraviolet vision, fluorescence and mate choice in a parrot budgerigar Melopsittacus undulatus. In: Proc. R. Soc. Lond. B, S. 2273–2279 |
||
* O. Völker: ''Über fluoreszierende, gelbe Federpigmente bei Papageien, eine neue Klasse von Federfarbstoffen.'' In: Journal für Ornithologie. 85, S. 136–146 (1937) |
* O. Völker: ''Über fluoreszierende, gelbe Federpigmente bei Papageien, eine neue Klasse von Federfarbstoffen.'' In: Journal für Ornithologie. 85, S. 136–146 (1937) |
||
{{نهاية المراجع}} |
|||
</div> |
|||
</div> |
|||
== وصلات خارجية == |
== وصلات خارجية == |
||
{{روابط شقيقة}} |
{{روابط شقيقة}} |
||
* [http://www.parrots.org/index.php/encyclopedia/profile/budgerigar/ صندوق الببغاوات العالمي] موسوعة الببغاوات؛— معلوماتٌ عن جميع الأنواع. |
* [http://www.parrots.org/index.php/encyclopedia/profile/budgerigar/ صندوق الببغاوات العالمي] موسوعة الببغاوات؛— معلوماتٌ عن جميع الأنواع. |
||
* [https://web.archive.org/web/20151114013758/http://www.holisticbirds.com/pages/budgie0601.htm سفيرٌ حقيقيّ: ببغاء |
* [https://web.archive.org/web/20151114013758/http://www.holisticbirds.com/pages/budgie0601.htm سفيرٌ حقيقيّ: ببغاء البُدجَريقَة] مقال مُوثقٌ بمراجع يتحدث عن البُدجَريقَة. |
||
* [https://web.archive.org/web/20080311181602/http://www.budgietalk.com/mutations.html الطفرات اللونية المألوفة عند |
* [https://web.archive.org/web/20080311181602/http://www.budgietalk.com/mutations.html الطفرات اللونية المألوفة عند البُدجَريقَة]؛ قائمةٌ مُصوّرة بالطفرات اللونية الشائعة عند البُدجَريقَة المستأنسة. |
||
* [https://web.archive.org/web/20140112094908/http://www.budgieplace.com/colorsguide.html ألوان |
* [https://web.archive.org/web/20140112094908/http://www.budgieplace.com/colorsguide.html ألوان البُدجَريقَة وطفراتها]؛ الطفرّا اللونيّة عند البُدجَريقَة بالصور. |
||
* [https://web.archive.org/web/20160622054302/http://ibc.lynxeds.com/species/budgerigar-melopsittacus-undulatus |
* [https://web.archive.org/web/20160622054302/http://ibc.lynxeds.com/species/budgerigar-melopsittacus-undulatus فيديوهات عن البُدجَريقَة البريّة] على موقع مجموعات الطيور على شبكة الإنترنت. |
||
* [https://web.archive.org/web/20160807121019/http://parrot-bird.com/parrot-sounds/budgie-sound/Melopsittacus-undulatus-sound-budgerigar.wav تغريد |
* [https://web.archive.org/web/20160807121019/http://parrot-bird.com/parrot-sounds/budgie-sound/Melopsittacus-undulatus-sound-budgerigar.wav تغريد البُدجَريقَة.] |
||
{{طفرات |
{{طفرات البدجريقة}} |
||
⚫ | |||
{{معرفات مركب كيميائي}} |
{{معرفات مركب كيميائي}} |
||
{{معرفات الأصنوفة}} |
{{معرفات الأصنوفة}} |
||
⚫ | |||
{{شريط بوابات|أستراليا|حيوانات أليفة|طيور|علم الأحياء|علم الحيوان}} |
{{شريط بوابات|أستراليا|حيوانات أليفة|طيور|علم الأحياء|علم الحيوان}} |
||
{{شريط محتوى متميز|جيدة|التاريخ=19 سبتمبر 2012|النسخة=9470294}} |
{{شريط محتوى متميز|جيدة|التاريخ=19 سبتمبر 2012|النسخة=9470294}} |
النسخة الحالية 14:17، 18 أكتوبر 2024
البُدجَريقَة العصر: 5–0 مليون سنة
| |
---|---|
حالة الحفظ | |
أنواع غير مهددة أو خطر انقراض ضعيف جدا [1] |
|
المرتبة التصنيفية | نوع[2][3] |
التصنيف العلمي | |
النطاق: | حقيقيات النوى |
المملكة: | الحيوانات |
الشعبة: | الحبليات |
الطائفة: | الطيور |
الرتبة: | الببغائيات |
الفصيلة: | الببغائية |
الجنس: | الببغاوات الرخيمة |
النوع: | المتموّج |
الاسم العلمي | |
Melopsittacus undulatus [2][4] جورج شو، 1805 |
|
الموطن الطبيعي للبُدجَريقَة باللون الأخضر
| |
معرض صور بدجريقة - ويكيميديا كومنز | |
تعديل مصدري - تعديل |
البُدجَريقَة،[5] أو الطائر الطيّب،[6] أو الغَنُّوج[7] أو البجرجار[8] المعروفة لدى العامّة من العرب باسم طائر الحب أو عصفور الحب أو عاشق ومعشوق، ولدى عامّة الغرب باسم الدُرَّة المنزلية المألوفة ودُرَّة الترس(ملاحظة 1)، وأيضًا البادجي (بالإنكليزية: Budgie)، هي إحدى أنواع الببغاوات الصغيرة طويلة الذيل آكلة البذور، وهي المُمثل الوحيد لجنس الببغاوات الرخيمة (باللاتينية: Melopsittacus)، ولا توجد بحالة بريّة إلاّ في الأنحاء الأكثر قحطًا وجفافًا من إستراليا، حيث عاشت متحدية الجفاف والحياة الصعبة طيلة ما يقرب من خمسة ملايين سنة.[9] البريّ من هذه الطيور أخضر وأصفر اللون دائمًا، ويمتلك علامات سوداء صدفيّة الشكل على ظهره، وقفا العنق، والجناحين،[10] غير أن التزويج الانتقائي في الأسر أدّى إلى نشوء أفراد مستأنسة زرقاء، وبيضاء، وصفراء، ورمادية، وأخرى ذات أعراف. البُدجَريقَة من طيور الزينة المُحببة في جميع أنحاء العالم، ويعود ذلك لحجمها الصغير، وسعرها القليل، ومقدرتها على تقليد صوت البشر، وطبيعتها المرحة.
أكثر ما يُعرَف عن هذا الببغاء الصغير أنّه طائر أقفاص مُحبّ للعُزلة، ولكنّه في البريّة مُحبٌ للاجتماع، واسعُ التّنَقّل، كَثيرًا ما يَطُوف في أسراب ضَخمة، حُجومها تختلف باختِلاف مَؤُونة الطَّعام. ففي السنوات التي يكون خِلالها هُطُول الأمطار مُرتفعًا نسبيًا والطَّعام غزيرًا، تغدو البُدجَريقَة إحدى أكثر الببغاوات الإسترالية عَدَدًا.[10] االبُدجَريقَات تَمتاز بِرَشاقتها وسُرعة طيرانها، ونادرًا ما تُلازم أسرابها مَكانًا واحدًا مُدّة طَويلة. تُعشِّش أزواجها في مُستعمرات، وقد يُنتج الزوج عِدّة فَقَسات في الموسم.[10]
البدجريقات طيور شديدة الوثوق باللوريات وببغاوات التين،[11][12][13][14] وعلى الرغم من أنها تُسمّى باللغة الإنكليزية العاميّة، وبالأخص الأمريكية، «بَرَكيتات» (مُفردها: بَرَكِيت)، فإن هذا الاسم يُطلق من الناحية العلمية على عدّة أنواع من الببغاوات صغيرة الحجم ذات الذيول الطويلة والمُفلطحة. إن أصل اسم Budgerigar، المُعرّب إلى «بُدجَريقَة» غير معلوم على وجه اليقين، غير أن النوع سُجّل رسميًا ضمن قائمة الطيور العالمية لأوّل مرة في سنة 1805. تتزواج هذه الببغاوات عندما تكون الظروف البيئية المحيطة بها أو المعيشية، مؤاتية، سواء في الأسر أو في البرية، وهي أحادية الزوج، أي تكتفي بشريك واحد طيلة حياتها. وكما مُعظم الببغاوات، تشتهر البدجريقات بمقدرتها على تقليد الأصوات.
دُجّنت هذه الببغاوات أوّل مرة في أوروبا قُرابة سنة 1840، وبحلول النصف الثاني من القرن التاسع عشر كانت قد أصبحت شائعة الوجود في متاجر الحيوانات الأليفة، وأخذ المُربون يعملون على تفريخها بكثرةٍ لتلبية الطلب المتزايد عليها، ولعلّها قد استحالت اليوم أكثر أنواع الببغاوات الأهليّة انتشارًا في العالم، ومن أكثرها تنوعًا من حيث الشكل والحجم واللون، والأكثر اختلافًا عن أنسبائها البريّة.
التسمية
[عدل]الدرّة في اللغة العربية هو اسم علم مؤنث معناه «اللؤلؤة العظيمة»، وهو بضم الدال، والدرّة أيضًا هي الشيء النفيس، فيُقال دُرَّة التاج، أي أبرز وأغلى ما فيه، وقد حملت معنى الببغاء عند العرب قديمًا،[15] ومنها اشتُق اسم الطائر الطيّب الذي يُفيد معنى الطائر النفيس أو الغالي. ولعلّ الاسم أُطلق على هذه الطيور بسبب ما تُظهره أزواجها من ولع ببعضها. من الأسماء الرديفة الأخرى المألوفة في العالم الغربي: دُرَّة الترس، ودُرَّة الأعشاب المُغرّدة، والببغاء الكناريّ، والببغاء العتابي أو ببغاء الزرد، وببغاء الأسقلوب. أما تسمية بُدجَريقَة فهي تعريب الاسم الإنكليزي لهذه الطيور وهو Budgerigar (نقحرة: بدجَريگر، (/[invalid input: 'icon']ˈbʌdʒər[invalid input: 'ɨ']ɡɑːr/)) ذي اللفظ المُختلف باختلاف المنطقة.[16] كذلك تُعرف هذه الطيور خطأً باسم طيور الحب أو عصافير الحب، في المجتمعين الشرقي والغربي على حد سواء، ولعلّ سبب ذلك هو نفس السبب الذي جعل تسميتها العربية ما هي عليه، أي الولع الذي يظهر على أزواجها عندما تقوم بتنظيف ريش بعضها.[16]
اقترح بعض اللغويين عدّة أصولٍ مُحتملة للاسم الإنكليزي لهذه الطيور، منها:
- أنه لفظٌ خاطئ أو تحريف للاسم «گيدجرّيگا» الذي عرف به سكان ويلز الجنوبية الجديدة الأصليين هذه الببغاوات،[17][18] ولعلّ ما ساهم بانحراف اللفظ أكثر هو إحدى الكلمات المُتداولة باللهجة الإسترالية، وهي budgery، التي تعني «أمرٌ جيّد»،[19] وهذا الاقتراح هو ما يؤيده قاموس التراث الأمريكي للغة الانكليزية.
- أنه مزجٌ بين كلمتيّ budgery سالفة الذكر والاسم «گار»، الذي يعني «كوكاتو». وهذا ما يدعمه قاموس أكسفورد الإنكليزي.
وُصفت البُدجَريقَات لأوّل مرّة من قِبل عالم النباتات والحيوانات الإنكليزي جورج شو، وذلك سنة 1805، وأعطاها عالم الطيور «جون گولد» اسمها العلمي سنة 1840. يُشتق اسم الجنس Melopsittacus من اللغة اليونانية وهو يعني «الببغاء الرخيم».[20] أما اسم النوع undulatus فهو المُرادف اللاتيني لصفة «متموّج» أو «ذو الأنماط الموجيّة».[21] كما أشار «گولد» إلى أن اسم »بتشيرايگه» كان يستخدمه السكّان الأصليين لسهول ليفربول في ويلز الجنوبية الجديدة.[22]
الخواص الأحيائية
[عدل]تاريخ النشوء
[عدل]التاريخ النشوئي | ||||||||||||
| ||||||||||||
شجرة تاريخيعرقية[11][12][13][14] |
كان يُعتقد أن البُدجَريقَة تُشكّل حلقة الوصل بين جنسيّ ببغاوات الأعشاب (Neophema) والببغاوات الأرضية (Pezoporus)، استنادًا إلى أن كل منها يمتلك ريشًا مقلمًا.[23] غير أن الدراسات الوراثية العرقية الحديثة والتجارب على جدليات الحمض النووي، أظهرت أن البُدجَريقَة أقرب إلى اللوريّات وببغاوات التين في واقع الأمر، أكثر من الجنسين سالفا الذكر.[11][12][13][14]
التركيبة الجسدية والفيزيولوجية
[عدل]يصل مُعدّل طول البُدجَريقَة البريّة إلى 18 سنتيمتر (7 إنشات)،[24] وتتراوح زنة إناثها بين 24 و40 غرامًا، وذكورها بين 22 و32 غرامًا،[24] وريشها أخضرٌ باهت على البطن والكفل، أمّا شملتها، أي كواسي الظهر والجناحين، فذات علامات سوداء داكنة عند البوالغ، وباهتة عند الفراح والأحداث منها، تنتهي بتموجات صفراء واضحة للعيان. الجبهة والوجه أصفران عند الطيور البالغة، أما عند اليافعة فتظهر علامات سوداء تمتد حتى القير، وتبقى ظاهرة إلى أن يُريّش الطائر ما بين شهره الثالث والرابع فيكتسي بريش البوالغ.[25] أيضًا تظهر عند هذه الطيور لطخات بنفسجية على وجنتها تُعرف باسم «كواسي الوجنة»، وعلى كل جانب من حلقها تظهر ثلاثة بقع سوداء يُطلق عليها «رُقط أو بُقع الحلق»، وأبعد هذه البقع خارجيًا يقع عند قاعدة كل كاسية من كواسي الوجنة. الذيل فضيّ البياض، وريشات الذيل الخارجية تظهر عليها ومضات صفراء مركزية. أما ريشات الطيران فسوداء ضاربة إلى الخضرة، وكواسيها سوداء ذات هوامش وومضات مركزية صفراء، وهي لا تظهر للعيان إلاّ أثناء التحليق عندما يبسط الطائر جناحيه. المنقار زيتوني ضارب إلى الرمادي، والقوائم رمادية ضاربة إلى الزُرقة، والأصابع نيريّة، أي اثنان يوجهان الأمام واثنان يواجهان الخلف.[26][27]
يُلاحظ أن البدجريقات البريّة في أستراليا دائمًا ما تكون أصغر حجمًا من أقاربها المستأنسة، التي زوجت انتقائيًا في الأسر لدرجة لم يعهدها أي نوعٍ آخر من الببغاوات، وظهرت منها أفراد بألوان وأطياف أكثر تنوعًا من أي نوعٍ آخر أيضًا، فمنها الأزرق، والرمادي، والرمادي المخضر، والمُبرقش والبنفسجي، والأبيض، والأصفر المُزرق، غير أن غالبية الطيور التي يُعثر عليها في متاجر بيع الحيوانات الأليفة غالبًا ما تكون زرقاء، وخضراء، وصفراء. كما حال مُعظم أنواع الببغاوات الأخرى، فإن ريش البُدجَريقَة يظهر متألقًا تحت الأشعة فوق البنفسجية،[28] ولعلّ هذه الظاهرة مَرَدّها هو التودد إلى الشريك، وانتقائه، فكلّما كان ريشه أكثر تألقًا كلما كان أكثر جاذبيةً.[29]
القسم العلوي من المنقار أطول بكثير من القسم السفلي، لدرجة أنه يغطيه كاملاً عندما يُغلق الطائر فمه. والمنقار لا ينتأ كثيرًا بسبب الريش الكثيف الزغبي المحيط به، مما يُعطيه شكلاً موجهًا نحو الأسفل ومنظرًا وكأنه مُفلطح على الوجه. يلعب القسم العلوي من المنقار دور الغطاء، ويُمكن كلا القسمين الطائر من أن يقتات على طائفة منوعة من الأغذية تشمل الأعشاب، والفواكه، والخضار. ومنقار البُدجَريقَة يُطبق على ما يحمله بإحكام أكثر من مناقير باقي الطيور، مما يحول دون وقوع مواد بناء العش التي يحملها الطائر إلى معقله.
يُشكّل لون القير (القسم المُنتفخ الذي يُشكّل أصل المنقار، حيث يقع المنخران) الأساس الذي يُمكن عبره التمييز بين الجنسين، إذ ليس هناك من تفاوت جنسيّ واضح عند الطيور البريّة من هذا النوع سواه.[30] فعند الذكور يكون لون القير أزرقًا ملكيًا، ويتراوح لونه عند الإناث غير المُفرخة بين البني الباهت إلى الأبيض، أما عند المُفرخة فهو بني، ووردي عند الأفراد اليافعة من كلا الجنسين، لكنه غالبًا ما يتخذ لونًا ورديًا ضاربًا إلى البنفسجي عند الذكور اليافعة. يظهر عند بعض إناث البُدجَريقَة قيرًا بنيًا خلال موسم التفريخ، وبعد انتهائه يرجع إلى لونه الطبيعي. يُمكن تمييز الإناث اليافعة أيضًا عبر البياض الطبشوري الناعم الذي يظهر حول منخريها. تُحافظ الذكور المهقاء، وداكنة العينان، والمبرقشة، على لون قيرها الوردي الضارب للبنفسجي طيلة حياتها، وعلى الدوام.[26][31] يسهل عادةً تمييز جنس البُدجَريقَة عندما يبلغ الطائر ستة أشهر من العمر، وغالبًا ما يُميّز عبر لون القير، غير أنه يمكن الاستدلال على الجنس أيضًا عبر شكل الرأس وسلوك الطائر، فالإناث المُفرخة يكون قفا رأسها مفلطح بعض الشيء، وهي أكثر هيمنة من الذكور وأكثر حبًا للاجتماع.[32]
البصر
[عدل]تتمتع البدجريقات، كالكثير من أنواع الطيور الأخرى، ببصر لونيّ رُباعي، غير أن الخلايا المخروطية العاملة معًا تحتاج إلى أن تتعرض للطيف الشمسي كاملاً حتى تعمل كما ينبغي ويتمكن الطائر من الرؤية بالألوان.[33] من المعروف أن الأشعة فوق البنفسجية تجعل ريش البُدجَريقَة متألقًا، ولعلّ سبب ذلك هو استقطاب الشريك، كما أن هذه الأشعة تنعكس من على البُقع الحلقية ويلجأ إليها الطائر لتمييز شريكه عن غيره، ويستعملها العلماء للتفرقة بين الأفراد.[29]
البيئوية
[عدل]البدجريقات طيور واسعة التنقل، كثيرًا ما تطوف بأسرابٍ ضخمة في الموائل المكشوفة،[10][34] من شاكلة أراضي الأشجار القمئية والسفناء والأحراج المكشوفة والأراضي العشبية في قلب أستراليا، غير أن حُجُومها تختلف باختلاف مَؤونة الطعام.[26] ففي السنوات التي يكون خلالها هُطول الأمطار مُرتفعًا نسبيًا والطعام غزيرًا، تغدو البُدجَريقَة واحدةً إحدى أكثر الببغاوات الإسترالية عددًا، أما في سنوات الجفاف، تتراجع أعداد الأفراد في السرب الواحد، ويمكن للطيور أن تنتقل إلى الأحراج أو المناطق الساحلية لتأمين قوتها. يُمكن العثور على هذه الطيور أيضًا في بعض الموائل الاصطناعية المكشوفة مثل ملاعب الگولف، لكن عيشها فيها مُرتبط بوجود مصدرٍ دائمٍ للمياه.[35] وقد لوحظ أن غزارة الأسراب ترتبط أيضًا بمدى شحوح أو كثافة مصادر الماء حتى في الموائل الطبيعية، فهي في مراعي الأغنام والأبقار ذات البرك الاصطناعية أغزر عددًا من خارجها.[36] تنام البُدجَريقَات في جماعات، وعندما تشعر بالخطر فإنَّها تترك معاً الشجرة التي ترقد عليها وتبحث عن شجرةٍ أخرى، وتتسم معظم أنشطتها اليومية بالجماعية.[37]
الغذاء
[عدل]تتغذى البُدجَريقَات بصُورةٍ غالبة في باكُورة الصباح وفي وقتٍ مُتأخرٍ من بعد الظهر فتتحاشى بهذا قيظ النهار.[10][38] وهي تشرب المياه بشكل جماعي، حيث تتجمَّع حول مصادر المياه بين الصباح والظهيرة، وكذلك في المساء، إلا أنَّ هذه الأوقات قد تتغير بحسب درجة حرارة المنطقة.[37] وفي فترات الجفاف قد تسافر لمئات الكيلومترات بحثاً عن مصادر المياه، ويمكن أن يموت المئات منها خلال البحث عن الماء،[39] وتصل سرعة طيرانها أثناء هذه الرحلات إلى 113 كيلومتراً في الساعة (حوالي 70 ميلاً).[40] تُمضي هذه الببغاوات كثيرًا من وقتها في جمع البزور من نَبت الأرض كلأً كان أم عُشبًا ضارًا.[10] أظهرت الدراسات أن ما بين 21 و39 نوعًا من بزور النباتات الأرضية تُشكّل غذاءً للبُدجَريقَة، ولم يظهر أي نوع من بزور النباتات اللاأرضيّة. وقد ترواح طول البزور المُنتقاة بين 0.5 و2.5 ميليمترات وزنتها بين 0.36 و1.33 ميليغرام، وكان أغلب تلك البزور ناضجًا، وابتلعته الطيور كاملاً، وبهذا الاكتشاف فقد ضُحدت النظرية القائلة بأن البدجريقات تُطعم فراخها البزور اليانعة، إذ لم تكشف الدراسة انتقائها لها على الإطلاق.[38] ومنقار البُدجَريقَة مُتأقلمٌ لانتقاء البزور، وهذا ما يُميزها عن باقي البدجريقات.[41] من النباتات التي تقتات هذه الببغاوات على بزورها: السبينفكس، والحشائش، والقمح في أحيانٍ قليلة.[26][42]
التناسل ودورة الحياة
[عدل]تُفرخ البُدجَريقَات البريّة خلال الفترة الممتدة بين شهريّ يونيو وسبتمبر في شمال أستراليا، وبين أغسطس ويناير في جنوبها، لكنها تبقى مُفرخة انتهازية، فتتناسل في أي وقتٍ من أوقات السنة مَتى كان الطعام وفيرًا، ويَحصُل التفريخ بَعد الأمطار عادَةً،[10][43] عندما تكون بزورُ الأعشاب غزيرة.[26] يتودد الزوجان إلى بعضهما البعض خلال موسم التفريخ، فيقوم كلاً منهما بتنظيف الآخر وإطعامه، فيأكل أحدهما البزور أولاً ثم يتقيأها لشريكه. أشارت الدراسات إلى أنه ليس هناك ما يُثبت حتى الحين تفاعل الغدد التناسلية لذكور البُدجَريقَة مع التغيرات الموسمية التي ينجم عنها تغيّر مدّة إضاءة أشعة الشمس، ويسري هذا الأمر حتى على الطيور الأسيرة التي تعيش بعيدًا عن موطنها الاستوائي الأصلي حيث فترة الإنارة مستقرّة تقريبًا، فقد تبيّن أن البدجريقات التي تعيش في البلاد ذات ساعات النهار القصيرة نسبيًا (17:7 ساعات)، لا تتأثر غددها التناسلية بقِصر أو طول النهار، مما يفيد أنها لا تتقيد بموسم تناسلٍ مُحدد.[44] أما بالنسبة للذكور التي أُجريت عليها دراسات في المختبرات، فقد أظهرت غددها التناسلية نشاطًا واضحًا.[45]
تُظهر الأنثى استعدادها للجماع عبر خضوعها للذكر، فتُهبط جسدها حتى يكاد يُلامس مجثمها، وتجعله يتخذ شكلاً شبيهًا بشكل القارب، ثم تبرح المجثم ذهابًا وأيابًا وقد رفعت رأسها إلى الخلف، وخفضت جناحيها وبسطتهما، ورفعت ذيلها.[46] بعد ذلك يمتطي الذكر ظهر الأنثى ويحصل الجماع.[47] تُعشش الأزواج في مُستعمَرات، مُستَخدمةً أجوافًا صغيرة في الشجر من شاكلة ثُقوب العُقدة في أشجار الكينا.[10] يتراوح عدد البيض في الحضنة الواحدة بين أربعة إلى ستة بيضات،[48][49] وفي بعض الحالات الاستثنائية وصل إلى ثمانية. يتراوح طول البيوض عادةً بين سنتيمترٍ واحد وسنتيمترين، ولونها أبيض لؤلؤي إن كانت خصبة، إذ يجوز أن تضع الأنثى بيضًا غير مُخصبً في بعض الأحيان. تضع الأنثى بيضها على مدار عدّة أيام،[48] وفي العادة يفصل بين البيضة والأخرى مدّة يومان. يُرخم البيض لفترة تستمر ما بين 18 و21 يومًا، ومن المُلاحظ أن الأنثى لا تغادر العش إلا للتبرّز، أو لتتمدد قليلاً، أو لتقتات بسرعة، فإذا عادت ورخمت على البيض وقع عبء إطعامها على الذكر،[49] الذي يكتفي بإدخال رأسه من ثقب العش فقط، إذ لا تسمح الأنثى لشريكها بالدخول، إلاّ إن أقحم نفسه بالقوّة.[48] قد يتفاوت سن الفراح استنادًا على حجم الحضنة وتاريخ الرخم الأوّل، فيمكن أن يتراوح الفرق بين أعمارها بين 9 إلى 16 يومًا. تدوم عملية الفقس حوالي 20 دقيقة،[50] وتساعد الأنثى صغارها على نقف القشرة. يزن الفرخ حديث الفقس قُرابة غرامين،[50] ويُريّش بعد حوالي 30 أو 35 يوم من الفقس،[51] ليُغادر العش بعدها.[26][42]
البلوغ وأمد الحياة
[عدل]تصل الذكور مرحلة النضج الجنسي عندما تبلغ من العمر ما بين 3 ½ إلى 4 شهور،[44] وعندما تبلغ 50 يومًا تبدأ بالسعي وراء البدجريقات الأخرى ات، وتحاول الاحتكاك بمن استطاعت منها، وبحلول يومها السبعين تقريبًا تكون قد اختارت شريكها المستقبلي الذي سوف تمضي حياتها معه، فإن بلغت 105 أيام من العمر تكون قد اتخذت لنفسها شريكةً وارتبطت وإياها برابط قويّ.[52]
تنصّ الكتابات الأوليّة أن أقصى أمدٍ حياتيّ بلغته هذه الطيور في الأسر تراوح بين 15 و17 عامًا،[53] وعلى الرغم من إمكانية بلوغ الطيور المستأنسة هذه المرحلة العُمرية، إلا أن هذه الحالة تبقى نادرة، وفي العادة فإن أقصى حدٍ بلغته الطيور في البريّة ووثقته المراجع، تراوح بين خمسة وعشرة سنوات فقط.[54]
تقع فراخ البُدجَريقَة ضحية طائفة واسعة من الأمراض، وقد تُقتل على يد أنثى أجنبية بحال نازعت والدها على العش. كما أن عددٌ من الفراخ المُستأنسة يُعاني من تباعد سيقانه، أو التواء إحداها خارجًا، الأمر الذي يمنعه من الوقوف بشكلٍ سويّ، ومنافسة أشقائه على الطعام، وإن نجا الفرخ وبقي على هذه الحال حتى بلوغه، فإنها تعيقه وتمنعه من التزواج بشكلٍ صحيح. يرجع سبب هذه الإصابة إلى انزلاق الفرخ على أرضيّة صندوق التفريخ المُلحق بالمَطير أو القفص، ويُمكن تفادي هذه المُشكلة عبر إلحاق الأرضية ببضعة خيوط إسفنجيّة أو أوراق كي تمضغها الأنثى وتكوّن منها ما يُشبه البطّانيّة، وتفرشها على الأرضيّة. أما في البريّة الإسترالية، فإن البدجريقات عرضة لافتراس شريحةٍ واسعةٍ من الجوارح، من شاكِلة البيزان والبواشق والصقور،[55] كما أن الجمهرات الدخيلة في أوروبا وغيرها من الأماكن، تتعرض لافتراس الكواسر البلديّة مثل الصُقيرات الأوراسية (أظهرت إحدى الدراسات في بريطانيا أن البدجريقات الوحشية تُشكّل ما نسبته 9% من إجمالي غذاء الصُقيرات المحليّة)، والشواهين، والبيزان.[56]
الانتشار
[عدل]الموطن الطبيعي
[عدل]البُدجَريقَات إحدى أبرز الحيوانات البلدية التي تتفرّد بها أستراليا، فهي مقصورةٌ في انتشارها الطبيعي على تلك القارّة فقط، حيث تستوطن الأنحاء الأكثر قحطًا وجفافًا منها، وبعض النواحي الأكثر اعتدلاً، ولا يغيب وُجودها إلاّ عن أقصى الجنوب الغربي والغابات المَطيرَة الاستوائية الشمالية في شبه شبه جزيرة رأس يورك خاصةً، وأغلب المناطق الساحلية في أستراليا الشمالية والشرقية.[57] كذلك تُفيد بعض المُشاهدات العينية عن وجود هذه الببغاوات في جزيرة تاسمانيا، غير أنه يُرجّح أن تكون تلك طيورًا أسيرة أُطلق سراحها أو هربت بنفسها.[25]
أغزر أعداد هذه الطيور هي في المناطق حيث يتوفّر الغذاء والمياه طيلة أشهر السنة، وأبرز مثال على ذلك هو شمال شرقيّ أستراليا.[58] أما في باقي أنحاء البلاد، حيث تتحكم كميّة الأمطار بنمط الحياة، وبما تُنتجه الأرض من بزور، تعيشُ البدجريقات حياة مُرتَحلةً، فتُرى وهي تتنقل من الشمال إلى الجنوب بأسراب هائلة صاخبة، أما مِقدار الاتجاه الذي تسلكه وعمّا إذا كانت هذه الرحلة يُمكن اعتبارها هجرةٌ فعليةٌ أم مُجرّد استغلال للظروف الأمثل، فأسئلةٌ لا يزال العُلماء يُحاولون الإجابة عنها.[58] تُشير بعض الأدلّة إلى أن البدجريقات الأكبر سنًا والأكثر خبرةً تسعى وراء الأراضي الأكثر إنباتًا خلال موسم الجفاف، فتنتقل إليها وتلحق بها الأفراد الأصغر سنًا، وإن هذا هو سبب تشكّل الأسراب وتنقلها خلال هذا الموسم.[58] يقول البعض أن هذه لا يُمكن اعتبارها هجرةً بالمفهوم العلمي والأحيائي، فالطيور عندما تُهاجر تُكافأ جهودها بالعثور على مرتعٍ خصب آمن تُفرخ فيه وتقتات من خيراته، أما في إستراليا فلا تُقدّم أغلب الموائل هذا، فالقارّة أكثر القارّات جفافًا، وإن هاجرت الطيور لن تحصل على ما يُعوضها عن ما فقدته من طاقة ومجهود ولن تتمكن من تعويض مخزونها من الشحم، لذا فإن البُدجَريقَة وغيرها من الطيور الإسترالية تكتفي بالانتقال القصير من منطقة إلى أخرى. يُمكن للبُدجَريقَة أن تُحلّق طيلة ثلاث ساعات متواصلة، تُغطي خلالها حوالي 100 كيلومتر.[59]
الجمهرات الدخيلة
[عدل]تعيشُ جمهراتٌ وحشيةٌ من البدجريقات في بضعة مناطق حول العالم، وجميعها تتحدّر من طيور مستأنسة أُطلق سراحها عمدًا أو هربت وشكّلت أسرابًا. من أبرز هذه المناطق مدينة سانت بطرسبرغ في ولاية فلوريدا الأمريكية، حيث وُجدت فيها جمهرةٌ وحشيةٌ منذ عقد الأربعينيات من القرن العشرين، استمر أفرادها بالتكاثر حتى عقد الثمانينيات من القرن نفسه، عندما أخذت أعدادها تتراجع شيءًا فشيئًا، ولعلّ ذلك يرجع إلى ازدياد حدّة المنافسة على الغذاء مع طيورٍ أخرى ارتفعت أعدادها بدورها، من شاكلة الزرازير الأوروبية وعصافير الدوري.[60][61] بالإضافة إلى فلوريدا، تعيشُ جمهرةٌ وحشيةٌ صغيرة في مدينة الكويت وجوارها.[62]
الموائل الطبيعية
[عدل]تسكن البدجريقات أشكالاّ عدّة من الموائل القاحلة وشبه القاحلة: ذات الأعشاب الشائكة والقاسية، وذات الكُثبان الرمليّة، والسهول ذات الأشجار المُبَعثرة ونبات القطف وما شابهه، وجنبات السنط أو الأقاقيا، والسفناء، والأحراج المكشوفة، والأراضي الزراعية. وهي تتجنب الغابات والمناطق المكسوّة بالأشجار الكثيفة.[34] أكثر الأشجّار تفضيلاً وحبًا عند هذه الطيور هي أشجار الكينا مُختزنة المياه من شاكلة الأوكالبتوس الكمالدولي. يُمكن للبدجريقات أن تقطن ملاعب الغولف غير أن وجودها فيه مُرتبط بوجود مصدرٍ دائمٍ للمياه،[63] كما يُمكن العثور عليها في مراعي الماشية ذات البرك الاصطناعية.[36]
الاستئناس والعلاقة مع الإنسان
[عدل]بداية التدجين في أوروبا
[عدل]يُعتقد أن أوّل من أحضر بُدجَريقَة حيّة إلى أوروبا كان عالم الطيور الإنكليزي «جون گولد»، عندما أحضر طائرًا بريًا إلى إنكلترا في سنة 1840، ومُنذ ذلك الحين، استمرت كُلّ سفينةٍ آتيةٍ من أستراليا تحمل معها عددٌ من تلك الطيور إلى القارّة العجوز.[64] عُرِضت البُدجَريقَة لأوّل مرّة في فرنسا سنة 1846، عندما استقدمت بضعة أفراد منها إلى حديقة حيوانات آنتورب، وكان لحديقة الحيوان هذه الفضل في تعريف الأوروبيين على هذه الطيور،[65] إذ أُنشٍأ فيها مَطيرًا خاصًا في سنة 1850 عُرِضَ فيه سربٌ صغير، وتهافتت عليه الجماهير من كُل حدبٍ وصوب. أما في الولايات المتحدة فلم تُعرض البدجريقات على الملأ حتى عام 1909.[66] أطلق السرب الصغير في آنتورب حالةً من التعطش بين إدارات حدائق الحيوان الأوروبية كي تعرض الطيور بدورها في دولها، فأخذت تتهافت على استقدام المزيد منها، فارتفعت وتيرة التجارة بها ارتفاعًا ملحوظًا بين عاميّ 1846 و1847،[67] فكان من نتيجة ذلك أن انخفضت أسعارها بشكلٍ واضح.[68] بالمقابل أخذ العامّة يتهافتون على شراء أزواجٍ من البُدجَريقَة للاحتفاظ بها في منازلهم، فنشطت تجارة طيور الأقفاص، وتشير إحدى الإحصائيات أن عدد الأزواج التي استقدمت منذ 10 فبراير حتى 27 يوليو سنة 1878 بلغ 14,069 زوجًا، ومن سبتمبر 1878 حتى يناير 1879، وصل إلى 79,655 زوجًا.[69] استمرت التجارة بالبدجريقات الحيّة نشطةً وقائمة حتى سنة 1894، عندما فُرضت قيود عامّة على تصدير الطيور من إستراليا.[70] أخذ المربين وهواة الطيور البريطانيون والفرنسيون والألمان يُكثرون البدجريقات في الأسر لغرض بيعها منذ أوائل عقد الثمانينيات من القرن التاسع عشر، وأشار الكاتب وهاوي الطيور الألماني كارل روس أن عدد الفراخ التي فقست في ألمانيا سنة 1880 بلغ 50,000 فرخ.[68] استمرّت البدجريقات إحدى أنواع الطيور الأكثر شعبيةً عند الجمهور الأوروبي، ولم تتراجع شعبيتها يومًا إلا بسبب الأحداث الطارئة التي من شأنها أن تؤثر على سوق الطيور المستأنسة، فعلى سبيل المٍثال أقدم المُربون الفرنسيون على قتل 120,000 بُدجَريقَة عند اندلاع الحرب العالمية الثانية بسبب انهيار الأسواق والتجارات، وفُقدان الناس اهتمامهم بالكماليّات.[71]
أدّى التهجين والتزويج الانتقائي الكثيف إلى ظهور عدّة أنماط وأطياف لونيّة عِند الجمهرات الأسيرة من هذه الطيور، ففي سنة 1878 تمكن مُربٍ بلجيكي من إخراج بدجريقات ذات لونٍ أزرق سماوي من صُلب زوجين خضراوين، وبحلول عام 1910 كانت الأفراد الزرقاء قد أصبحت شائعة في معارض الطيور الأوروبية.[71] وبعد الحرب العالمية الأولى عمل المُربين على إنتاج الطيور الخضراء الداكنة من صُلب أفرادٍ بريّة يغلب عليها اللون الزيتوني،[71] وبعد ذلك توالت التهجينات فظهرت طيورٌ فضيّة البياض، وأخرى بنفسجيّة، وثالثةٌ بيضاء.[72] أما أوّل بدجريقات رماديّة ومُبرقشة، فظهرت ما بين عاميّ 1927 و1928،[72] وبالنسبة لتلك الصفراء فهي تتحدر من زوجٍ تمكن أحد المُربين البريطانيين من إخراجه من صُلب طيورٍ بريّة في سنة 1886.[73] كانت أسعار البدجريقات الملوّنة منخفضةً في بادئ الأمر، على اعتبار أنها طيورٌ هجينة غير مؤصلة، لكن الطلب الشديد عليها في اليابان جعل أسعارها في أوروبا ترتفع ارتفاعًا فاحشًا قبل الحرب العالمية الثانية، فوصل سعر الزوج إلى ما بين 175 و200 جنيه استرليني، وهذا سعرٌ لم يصله أي حيوانٍ أليف بالكاد قبلاً.[72]
بالإضافة إلى التهجين الانتقائي الذي أولد بدجريقات مختلفة الألوان، قام بعض المُربين بتزويج أفرادٍ برّيةٍ يفوق حجمها حجم أقرانها، حتى نجم عن ذلك طيورٌ مُستأنسة ضخمة تفوق أسلافها البريّة حجمًا بوضوحٍ شديد، ومنها على سبيل المِثال البُدجَريقَة الإنكليزية، أو بُدجَريقَة العروض، التي تكبر أسلافها البريّة بحوالي الضعف، وتتميز بريش رأسها الأكثر انتفاخًا، الذي يكاد يبتلع منقارها وعينيها، ومظهرها الجريء. وهذه البدجريقات أغلى ثمنًا في العادة من تلك العاديّة، وأمد حياتها أقصر يمتد بين سبعة وتسعة سنوات. استولِدت هذه السلالة بغرض عرضها في المهرجانات والاستعراضات الخاصة بمُربي الحيوانات المُستأنسة، وهي ليست شائعةً في متاجر الحيوانات الأليفة كما الطيور الطبيعية.
كطيورٍ منزلية
[عدل]بدجريقات طيورٌ اجتماعية، وتحتاج إلى ما يُحفزها عندما تكون أسيرة، وغالبًا ما ينصح الخبراء بإدراج ألعابٍ مُعينة في قفصها، واستمرار التفاعل معها. يُمكن تلقين البُدجَريقَة المستأنسة التصفير وتقليد نُطق الإنسان، وأن تأتي ببعض الحركات والألعاب البسيطة، كما هو الحال مع باقي أنواع الببغاوات. يندر للإناث المُستأنسة أن تتمكن من تقليد أكثر من عشرة أصوات أو ما يقرب، أما الذكور فقادرةٌ على تعلّم كلمات كثيرة تتراوح من بضعة عشرات إلى المئات، وفي العادة، فإن الذكور المستأنسة عديمة الشريك هي من يُتقن النُطق إتقانًا عظيمًا. من أبرز الأمثلة على ذلك، ذكرُ بُدجَريقَة كان يمتلكه أمريكيٌّ يُدعى كميل جوردن، دخل إلى موسوعة گينيس للأرقام القياسية بصفته الطائر صاحب أكبر مُعجم، إذ بلغ تعداد المُفردات التي حفظها قبل نفوقه، 1,728 مُفردة ومُصطلح.[74][75] وفي سنة 2001 استقطب ذكرٌ آخر يُدعى «فيكتور» انتباه وسائل الإعلام بعد أن حفظ وفهم عدّة كلمات، وقال مالكه أنه يتوقع أن يُشارك طائره في مُحادثات مُفيدة مستقبلاً،[76][77] غير أن الطائر نفق قبل حصول أي تقدمٍ جديد في مستوى خطابه البشري، وأفاد الخبراء والنقّاد أن صوته المُسجّل لا يبدو مُتماسكًا بما فيه الكفاية حتى يُمكن القول أنه يتحدث جملاً كاملةً.[78]
تُقدم هذه الببغاوات، وبالأخص الإناث منها، على مضغ أي مادةٍ تقدر عليها، وبالأخص الخشب، من شاكلة خشب صندوق التفريخ المُلحق بالقفص، وذلك حتى تُبقي مناقيرها مُقلّمة، لذا يُنصح بوضع أدوات تتلائم وهذه الغريزة، مثل كُتل الأملاح وسان البحر وقطع الأخشاب الطريئة. يتراوح أمد حياة بدجريقات في الأسر بين خمسة وثمانية سنوات، وأفاد البعض أن هناك طيورًا عاشت حتى بلغت ما بين 15 و20 سنة من العمر.[79] يعتمد أمد حياة الطيور الأسيرة على سلالتها، ونسبها، وصحتها العامّة، التي تتأثر سلبًا وإيجابًا بمقدار نشاط الطائر وحميته الغذائية. من المعلوم أن البدجريقات تتسبب بحساسية مُفرطة والتهاب رئويّ للأشخاص الحساسين، وهذا مرضٌ يُعرف باسم «مرض رئة مُربي الطيور».[80]
جمعيات المُربين
[عدل]تأسست أوّل جمعيةٍ لمُربي البُدجَريقَة في بريطانيا سنة 1925، تحت اسم «نادي البُدجَريقَة» (بالإنكليزية: The Budgerigar Club)، وقد اكتسبت شعبيةً واسعة حول العالم، حتى إنه بحلول سنة 1957 كان قد انضم إليها آلاف الأعضاء من دولٍ مُختلفة.[81] وفي ألمانيا تأسست أولى الجمعيات سنة 1926 تحت اسم «الجمعيّة الألمانية لمُربي البُدجَريقَة» (بالألمانية: Deutsche Wellensittichzüchter Verband؛ اختصارًا: D.W.V.)، بصفتها فرعٌ من جمعية الحفاظ على الحياة البرية وتربية الطيور والثقافة الطيريّة[82] (بالألمانية: Vereinigung für Artenschutz, Vogelhaltung und Vogelzucht). وفي عام 1959 تأسست الجمعية القياسيّة لمُربي البُدجَريقَة[83] (بالألمانية: Standard-Wellensittich-Züchter-Vereinigung) بصفتها مُنظمة مُختصة بتربية وإكثار وعرض البُدجَريقَات دون غيرها من الطيور، وقد ساهمت هذه الجمعية في إنشاء أخرى عالميّة هي جمعيّة البُدجَريقَة العالميّة[84] (بالإنكليزية: World Budgerigar Organisation). أظهرت إحصائيات بعض هذه الجمعيّات أنّ عدد الفراخ المُستأنسة التي فقست حول العالم ما بين عاميّ 2002 و2008 بلغ حوالي 20,000 من نِتاج بضعة آلافٍ من الأزواج.
الاستيرادات الحديثة
[عدل]شَرَعَ المُرَبون الألمان مُنذ سنة 2005 يستوردون طيورًا بريةً جديدةً من إستراليا بهدف إنتاج سُلالةٍ جديدةٍ مُميزةٍ من هذه الطيور، ويُحتفظ بهذه الطيور المُستوردة في حديقة حيوانات كولونيا.[85]
ملاحظات
[عدل]- ملاحظة 1: يطلق اسم الدرة (بالإنكليزية: Parakeet) أيضًا على الببغاوات الصغيرة الأخرى.
انظر أيضًا
[عدل]المراجع
[عدل]- ^ The IUCN Red List of Threatened Species 2021.3 (بالإنجليزية), 9 Dec 2021, QID:Q110235407
- ^ ا ب IOC World Bird List Version 6.3 (بالإنجليزية), 21 Jul 2016, DOI:10.14344/IOC.ML.6.3, QID:Q27042747
- ^ IOC World Bird List. Version 7.2 (بالإنجليزية), 22 Apr 2017, DOI:10.14344/IOC.ML.7.2, QID:Q29937193
- ^ World Bird List: IOC World Bird List (بالإنجليزية) (6.4th ed.), International Ornithologists' Union, 2016, DOI:10.14344/IOC.ML.6.4, QID:Q27907675
- ^ كريستوفر بيرنز (1997)، موسوعة الطُيُور المُصوَّرة: دليلٌ نهائي إلى طُيُور العالم، ترجمة: عدنان يازجي (ط. 1)، بيروت: مكتبة لبنان ناشرون، ص. 169، OCLC:70718236، QID:Q126724695
- ^ منير البعلبكي؛ رمزي البعلبكي (2008). المورد الحديث: قاموس إنكليزي عربي (بالعربية والإنجليزية) (ط. 1). بيروت: دار العلم للملايين. ص. 167. ISBN:978-9953-63-541-5. OCLC:405515532. OL:50197876M. QID:Q112315598.
- ^ إدوار غالب (1988). الموسوعة في علوم الطبيعة: تبحث في الزراعة والنبات والحيوان والجيولوجيا (بالعربية واللاتينية والألمانية والفرنسية والإنجليزية) (ط. 2). بيروت: دار المشرق. ج. 2. ص. 1174. ISBN:978-2-7214-2148-7. OCLC:44585590. OL:12529883M. QID:Q113297966.
- ^ موريس بيرتون (1980). حياة الطير: مدخل مبسط إلى سلوك الطيور للقراء الصغار وبه قسم خاص للمراجع والتدريبات. ترجمة: عطا الله خلف الدويني. القاهرة: دار الكتب والوثائق القومية. ص. 17. ISBN:977-201-803-9. OCLC:1158684520. QID:Q123682248.
- ^ "Dr. Marshall's Philosophy on Breeding Exhibition Budgerigars". Bird Health. 2004. مؤرشف من الأصل في 2016-08-21. اطلع عليه بتاريخ 2007-01-19.
- ^ ا ب ج د ه و ز ح موسوعة الطيور المصوّرة: دليل نهائي إلى طيور العالم. المستشار العام: الدكتور كريستوفر پِرِنز. نقله إلى العربية: الدكتور عدنان يازجي. بالتعاون مع المجلس العالمي للحفاظ على الطيور. مكتبة لبنان - بيروت (1997). صفحة: 169. ISBN 0-10-110015-9.
- ^ ا ب ج Wright، TF (2008). "A Multilocus Molecular Phylogeny of the Parrots (Psittaciformes): Support for a Gondwanan Origin during the Cretaceous". Molecular Biology and Evolution. ج. 25 ع. 10: 2141–2156. DOI:10.1093/molbev/msn160. PMC:2727385. PMID:18653733.
- ^ ا ب ج Tokita، M (2007). "Evolution of craniofacial novelty in parrots through developmental modularity and heterochrony". Evolution & Development. ج. 9 ع. 6: 590–601. DOI:10.1111/j.1525-142X.2007.00199.x. PMID:17976055. مؤرشف من الأصل في 2020-03-28.
- ^ ا ب ج de Kloet، RS (2005). "The evolution of the spindlin gene in birds: Sequence analysis of an intron of the spindlin W and Z gene reveals four major divisions of the Psittaciformes". Molecular Phylogenetics and Evolution. ج. 36 ع. 3: 706–721. DOI:10.1016/j.ympev.2005.03.013. PMID:16099384.
- ^ ا ب ج Schweizer، M. (2009). "The evolutionary diversification of parrots supports a taxon pulse model with multiple trans-oceanic dispersal events and local radiations". Molecular Phylogenetics and Evolution. ج. 54 ع. 3: 984–94. DOI:10.1016/j.ympev.2009.08.021. PMID:19699808.
- ^ قاموس المعاني: قاموس عربي - عربي: الدُرّة نسخة محفوظة 17 يناير 2015 على موقع واي باك مشين.
- ^ ا ب Lendon، Alan H. (1973). Australian Parrots in Field and Aviary (2nd. ed). Sydney: Angus and Robertson. ص. 302–07. ISBN:0-207-12424-8.
- ^ A Reference Dictionary of Gamilaraay نسخة محفوظة 14 مايو 2013 على موقع واي باك مشين.
- ^ Delbridge، Arthur (1991). The Macquarie Dictionary (ط. 2). Sydney: The Macquarie Library Pty Ltd. ص. 2049. ISBN:0-949757-63-2.
- ^ Online etymology dictionary نسخة محفوظة 24 فبراير 2017 على موقع واي باك مشين.
- ^ هنري ليدل and روبرت سكوت (1980). A Greek-English Lexicon (Abridged Edition). United Kingdom: مطبعة جامعة أكسفورد. ISBN:0-19-910207-4.
- ^ Simpson، D.P. (1979). Cassell's Latin Dictionary (ط. 5). London: Cassell Ltd. ISBN:0-304-52257-0.
- ^ "Indigenous Bird Names of the Hunter Region of New South Wales". Australian Museum website. Sydney, New South Wales: Australian Museum. 2009. مؤرشف من الأصل في 2011-07-06. اطلع عليه بتاريخ 2010-02-22.
- ^ Forshaw, p. 273
- ^ ا ب Forshaw 2003, S. 631
- ^ ا ب Lantermann 1999, S. 422
- ^ ا ب ج د ه و Forshaw، Joseph Michael (1973 & 1981). Parrots of the World (ط. 1st and 2nd). ISBN:0-87666-959-3.
{{استشهاد بكتاب}}
: تحقق من التاريخ في:|سنة=
(مساعدة) - ^ Robilier 1997, S. 58
- ^ Pearn/ Bennett/ Cuthill 2001, S. 2273–2279; Ödeen/ Håstad 2003, S. 855–861.
- ^ ا ب S M Pearn, A T Bennett, and I C Cuthill (2001). "Ultraviolet vision, fluorescence and mate choice in a parrot, the budgerigar Melopsittacus undulatus". Proceedings. Biological sciences / the Royal Society. ج. 268 ع. 1482: 2273–9. DOI:10.1098/rspb.2001.1813. PMC:1088876. PMID:11674876.
{{استشهاد بدورية محكمة}}
: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link) - ^ Enehjelm 1957, S. 15
- ^ "Birds Online — How to tell the sex of a budgie". مؤرشف من الأصل في 2019-02-04. اطلع عليه بتاريخ 2006-04-25.
- ^ "Talk Budgies FAQ". مؤرشف من الأصل في 2019-02-18. اطلع عليه بتاريخ 2008-04-30.
- ^ Color Vision of the Budgerigar (Melopsittacus undulatus): Hue Matches, Tetrachromacy, and Intensity Discrimination.
Timothy H. Goldsmith and Byron K. Butler in Journal of Comparative Physiology A, Vol. 191, No. 10, pages 933–951; October 2005. - ^ ا ب Lantermann, S. 422
- ^ Forshaw 2003, S. 632, S. 634
- ^ ا ب Lantermann 1999, page 423
- ^ ا ب الببغاء الأسترالي، ص9.
- ^ ا ب Forshaw 2003, P. 638
- ^ الببغاء الأسترالي، ص10.
- ^ الببغاء الأسترالي، ص20.
- ^ Homberger, Dominique G.: Funktionell-morphologische Untersuchungen zur Radiation der Ernährung- und Trinkmethoden der Papageien. Dissertation der Philosophischen Fakultät II der Universität Zürich, 1980 Bonn. S. 80
- ^ ا ب "The Wild Budgerigar". مؤرشف من الأصل (article) في 2016-05-20. اطلع عليه بتاريخ 2006-04-25.
- ^ Wyndham 1974 nach Pohl-Apel/Sossinka 1975 S. 210.
- ^ ا ب Pohl-Apel/Sossinka 1975 p.210
- ^ Brockway 1964 nach Pohl-Apel 1980, S. 272.
- ^ Dilger 1960 after Lantermann 1999, pp. 170
- ^ Lantermann 1999, pp. 170
- ^ ا ب ج "Talk Budgies — Breeding". مؤرشف من الأصل في 2018-09-23. اطلع عليه بتاريخ 2008-05-01.
- ^ ا ب Lantermann 1999, pp. 424
- ^ ا ب Lantermann 1999, pp. 177
- ^ Lantermann 1999, S. 424 f.
- ^ Pohl-Apel 1978, S. 274.
- ^ Lantermann 1999, pp. 303
- ^ Gaby Schulemann-Maier: birds-online - alles über Wellensittiche. Unterseite: Wie alt werden Wellensittiche? [1] نسخة محفوظة 06 أغسطس 2017 على موقع واي باك مشين.
- ^ Aumann 2001
- ^ Zusammenstellung in: Franz, D. (2006): Europäische Freilandpapageien als Beute von Greifvögeln. In: Papageien 10/2006 S. 386–393
- ^ Forshaw, S. 631 und S. 632
- ^ ا ب ج Forshaw 2003, p 636
- ^ Forshaw 2003, pp. 637
- ^ Pranty 2001
- ^ Christopher J. Butler (2005): Feral Parrots in the Continental United States and United Kingdom: Past, Present, and Future. In: Journal of Avian Medicine and Surgery 19(2) S. 142–149 [2] hier S. 143f. نسخة محفوظة 31 يناير 2015 على موقع واي باك مشين.
- ^ Melopsittacus undulatus في القائمة الحمراء للاتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعةنسخة محفوظة 28 مايو 2013 على موقع واي باك مشين.
- ^ Forshaw 2003, pp. 632, 634
- ^ Enehjelm 1957, p.22
- ^ Bolle, 1859, p.302
- ^ Lantermann 1999, pp. 425
- ^ Jules Delon 1854 Enehjelm23
- ^ ا ب Enehjelm 1957, p.24
- ^ Enehjelm22f.
- ^ Enehjelm 1957, p.23
- ^ ا ب ج Enehjelm 1957, p.25
- ^ ا ب ج Enehjelm 1957, p.26
- ^ Enehjelm 1957, p.17
- ^ Claire Folkard (ed.)، المحرر (2003). Guinness World Records 2004. Guinness World Records Limited. ص. 54. ISBN:0-85112-180-2.
{{استشهاد بكتاب}}
:|محرر=
باسم عام (مساعدة) - ^ "The Bird with the Largest Vocabulary in the World". مؤرشف من الأصل في 2018-03-27. اطلع عليه بتاريخ 2007-01-06.
- ^ "Budgie Research". مؤرشف من الأصل في 2017-05-22. اطلع عليه بتاريخ 2008-11-28.
- ^ "Parakeets". مؤرشف من الأصل في 2010-10-28. اطلع عليه بتاريخ 2008-11-29.
- ^ "Victor the Talking Budgie". مؤرشف من الأصل في 2013-10-22. اطلع عليه بتاريخ 2008-11-29.
- ^ "Birds Online — Life span of a budgie". مؤرشف من الأصل في 2019-02-04. اطلع عليه بتاريخ 2005-12-26.
- ^ "Budgerigar-fancier's lung: the commonest variety of allergic alveolitis in Britain". Br Med J. ج. 2 ع. 6130: 81–4. 1978. PMC:1605890. PMID:566603.
{{استشهاد بدورية محكمة}}
: الوسيط غير المعروف|شهر=
تم تجاهله يقترح استخدام|تاريخ=
(مساعدة) - ^ Enehjelm 1957, p.171 f
- ^ Enehjelm 1957, p.117
- ^ الموقع الرسمي للجمعية القياسيّة لمُربي البُدجَريقَة نسخة محفوظة 11 أغسطس 2017 على موقع واي باك مشين.
- ^ الموقع الرسمي لجمعيّة البُدجَريقَة العالميّة نسخة محفوظة 31 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
- ^ nach AZ (2005) Statistik نسخة محفوظة 10 مايو 2015 على موقع واي باك مشين.
كتب
[عدل]- عصام الدين حسين شريف (1423 هـ/2003م). الببغاء الأسترالي، سلسلة بريمواي الثقافية. شركة بريمواي المحدودة، فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية، الرياض، السعودية. ISBN 9960-43-553-9.
- Pranty, B. 2001. The Budgerigar in Florida: Rise and fall of an exotic psittacid. North American Birds 55: 389-397.
- Forshaw, Joseph M. & Cooper, William T. (1978): Parrots of the World (2nd ed). Landsdowne Editions, Melbourne Australia ISBN 0-7018-0690-7
- Collar, N. J. (1997). Budgerigar (Melopsittacus undulatus). Pg. 384 in: del Hoyo, J., Elliott, A. & Sargatal, J. eds. (1997).
Handbook of the Birds of the World. Vol. 4. Sandgrouse to Cuckoos. Lynx Edicions, Barcelona. ISBN 84-87334-22-9 - Tom Aumann (2001): An intraspecific and interspecific comparison of raptor diets in the south-west of the Northern Territory, Australia. In: Wildlife-Research. 2001; 28(4): 379–393
- Carl Bolle (1859): Beginnende Domestication des Undulatus-Papageien (Melopsittacus undulatus Gould). In: Journal für Ornithologie. Jg. 7, Nr. 4 / Juli 1859, S. 299–308. (Enthalten ist die Haltungsbeschreibung von Jules Delon und die Beschreibung der deutschen Erstzucht)
- Curt af Enehjelm: Das Buch vom Wellensittich. Pfungstadt 1957 Bearbeitet von Joachim Steinbacher
- Werner Lantermann: Papageienkunde. Biologie, Ökologie, Artenschutz, Verhalten, Haltung, Artenauswahl der Sittiche und Papageien. Georg Thieme Verlag, 1999
- Joseph M. Forshaw : Australische Papageien - Band 2. Bretten 1. deutschsprachige Auflage (2003)
- Hans Steiner: Vererbungsstudien am Wellensittich. Archiv der Julius-Klaus' Stiftung f. Vererbungsforschung 1932, Bd. VII, Heft 2, S. 149.
- Gunvor Pohl-Apel/ Roland Sossinka: Gonadenentwicklung beim Wellensittich, Melopsittacus undulatus unter verschiedenen Lichtbedingungen. In: Journal of Ornithology Volume 116/2 April 1975, S. 207–212 [3][وصلة مكسورة]
- Gunvor Pohl-Apel: Sexuelle Ontogenese bei männlichen Wellensittichen Melopsittacus undulatus. In: Journal für Ornithologie. Volume 121/3, Juli 1980, S.
- Ödeen, A./ Håstad, O. (2003): Complex Distribution of Avian Color Vision Systems Revealed by Sequencing the SWS1 Opsin from Total DNA. In: Mol. Biol. Evol. S. 855–861.
- Pearn, S. M./ Bennett, A. T. D./ Cuthill, I. C. (2001): Ultraviolet vision, fluorescence and mate choice in a parrot budgerigar Melopsittacus undulatus. In: Proc. R. Soc. Lond. B, S. 2273–2279
- O. Völker: Über fluoreszierende, gelbe Federpigmente bei Papageien, eine neue Klasse von Federfarbstoffen. In: Journal für Ornithologie. 85, S. 136–146 (1937)
وصلات خارجية
[عدل]- صندوق الببغاوات العالمي موسوعة الببغاوات؛— معلوماتٌ عن جميع الأنواع.
- سفيرٌ حقيقيّ: ببغاء البُدجَريقَة مقال مُوثقٌ بمراجع يتحدث عن البُدجَريقَة.
- الطفرات اللونية المألوفة عند البُدجَريقَة؛ قائمةٌ مُصوّرة بالطفرات اللونية الشائعة عند البُدجَريقَة المستأنسة.
- ألوان البُدجَريقَة وطفراتها؛ الطفرّا اللونيّة عند البُدجَريقَة بالصور.
- فيديوهات عن البُدجَريقَة البريّة على موقع مجموعات الطيور على شبكة الإنترنت.
- تغريد البُدجَريقَة.
- أنواع القائمة الحمراء غير المهددة
- أجناس طيور أحادية النوع
- أصنوفات سماها جورج شو
- ببغاوات عريضة الذيل
- حيوانات منزلية
- طيور أستراليا
- طيور أستراليا الجنوبية
- طيور أستراليا الغربية
- طيور جمهورية الدومينيكان
- طيور متوطنة في أستراليا
- طيور منزلية أليفة
- طيور ناطقة
- طيور وصفت في 1805
- كائنات باقية ظهرت لأول مرة خلال العصر الحديث القريب