بوابة:كوميديا/مقالة مختارة/11
مسرحية العاصفة تقع في خمسة فصول للشاعر الإنجليزي وليام شكسبير وهي آخر أعماله التي عالج فيها قضية القدر والارادة الإنسانية ومن خلالها نرى بروسبيرو البطل يحرك كل الأحداث متسلحا بمعرفته الهائلة بالسحر وقد رسم شكسبير من خلال شخصيته ظلال الشخصيات الأخرى وتعد هذه المسرحية ضمن المسرح الأخلاقي حيث تنتصر قوى الخير في النهاية. من تتابع الأحداث في مسرحية العاصفة لشكسبير نلاحظ أن مضمون هذه المسرحية واضح وهادف وهو أن الإنسان إذا لم يتزود بالقوة والعلم يصبح شخصا ضعيفا تهزمه القوى البشرية كما فعل أنطونيو مع أخيه بروسبرو بأن طمع في مملكته واستولى على عرشه وقصره وطرده بعيدا مع طفلته الوحيدة "ميراندا" لتعيش في جزيرة نائية في البحر وذلك نتيجة لإهمال بروسبرو شئون ولايته واهتمامه بالسحر أكثر من أمور المملكة فلاقى ما لاقى من الغدر وتأمر ملك ولاية نابولى مع أخيه "أنطونيو" وطرده لمدة اثنى عشر عاما غريبا تائها في الجزيرة، وإننا نلاحظ أن لولا العلم الميتافيزيقى الذي عشقه بروسبرو ما استطاع أن يصل إلى بر الأمان وهو تعلمه للسحر واتخاذه كسلاح استطاع به أن يعطي لأخيه درسا قاسيا هو وحاكم نابولى.. وإنني برأيي أن هذا العلم أي السحر لا يجدى في بعض الأحيان لأتصاله بالعالم السفلي فهو ضد العقيدة وضد ناموس الطبيعة فضرره أكثر من نفعه فهو نافع لفترة مؤقتة لذا في النهاية تخلص منه بروسبرو وألقى بكتب السحر بعيدا وذلك بدفنها تحت أرض الجزيرة إلى مملكته وقد عزم على التسلح بالإرادة والثقة بالنفس واليقظة والحرص والتفانى في خدمة مملكته وشعبه، تسلح بالقوة والمعرفة الحقيقية، والإشراف التام على الولاية وعدم إتاحة الفرصة للطامعين في السيطرة واستغلال النفوذ وهذا الهدف هو ما يرمز إليه كاتب المسرحية وليم شكسبير وخلال الحوار النفسي لبطل المسرحية بروسبرو وحديثه مع ابنته ميراندا.